لك عهد لدي غير مضاع
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لَكِ عَهْدٌ لَدَيّ غَيرُ مُضَاعِ، | بَاتَ شَوقِي طَوْعاً لَهُ، وَنِزَاعِي |
وَهَوًى، كُلّما جرَى عَنهُ دَمْعٌ، | يئِسَ العاذِلونَ مِنْ إقْلاعي |
لَوْ تَوَلّيتُ عَنْهُ خِيفَ رُجُوعي، | أوْ تَجَوّزْتُ فيهِ خِيفَ ارْتِجاعي |
وَمتى عُدْتِني وَجَدْتِ التّصَابي | مِنْ شَكَاتي، والحبَّ من أوْجَاعي |
مَا كَفَى مَوْقِفُ التّفَرّقِ، حَتّى | عادَ بالبَثّ مَوْقِفُ الاجْتِمَاعِ |
أعِنَاقُ اللّقَاءِ أثْلَمُ في الأحْـ | ـشَاءِ والقَلْبِ أمْ عِنَاقُ الوَداعِ |
جَمَعَتْ نِظرَةَ التّعَجّبِ، إذْ حا | وَلْتُ بَيْناً وَوِقْفَةَ المُرْتَاعِ |
وَبَكَتْ، فاسْتَثَارَ منّي بُكاها | زَفْرَةً، ما تُطِيقُهَا أضْلاَعي |
كَمْ تَنَدّمْتُ للفِرَاقِ، وَكَمْ أزْ | مَعْتُ بَيْناً فَمَا حَمِدتُ زَماعي |
آنَ أنْ أسأمَ اجتِيَابي الفَيافي، | وارْتِدائي منَ الدّجى وادّرَاعي |
كَيْفَ أخشَى فَوْتَ الغِنَى، وَوليُّ | الله من هاشِمٍ وَليُّ اصْطِنَاع |
مُستَهِلُّ اليَدينِ، كالغَيثِ ذي الشؤ | بُوبِ يَهمي والسّيلِ ذي الدُّفّاعِ |
حَامِلٌ مِنْ خِلاَفَةِ الله ما يَعْـ | ـجِزُ عَنْهُ ذو الأيْدِ والإضْطِلاعِ |
مُستَقِلٌّ بالثّقلِ منها، رَحيبُ الـ | ـصّدْرِ نَهْضاً بها، رَحيبُ الباعِ |
يُبْهَتُ الوَفْدُ في أسرّةِ وَجْهٍ، | ساطعِ الضّوْءِ، مُسْتَنِيرِ الشُّعَاعِ |
من جَهِيرِ الخِطَابِ يَضْعَفُ فَضْلاً | عِندَ حَالَيْ تأمّلٍ واستِمَاعِ |
شَجْوُ حُسّادِهِ، وَغَيظُ عِداهُ | أنْ يَرَى مُبصِرٌ، وَيَسمَعَ وَاعِ |
وَمَعَانٍ بالنّصْرِ راعي الأعادي | بِفُتُوحٍ، في الخَالِعينَ، تِبَاعِ |
قَدْ لَعَمرِي أعطَتكَ سارِيَةَ الذّلّ | وَكَانَتْ عَزِيزَةَ الإمْتِنَاعِ |
حُشِدَتْ حَوْلَها سِبَاعُ المَوَالي، | وَالعَوَالي غَابٌ لتِلْكَ السّبَاعِ |
بيَقينٍ مِنَ الضّرَابِ يُزِيلُ الـ | ـشّكَّ عَنْ مُنّةِ الكَميّ الشّجَاعِ |
لمْ يُحِيلُوا على الخِداعِ، وَسَلُّ الـ | ـبِيضِ بَينَ الصّفّينِ تَرْكُ الخِدَاعِ |
نُصِرُوا في هُبُوبِ رِيحِكَ والإقْـ | ـبَالِ مِنْ أمْرِكَ المَهيبِ، المُطاعِ |
وَمَضَى الطّالبيُّ يَطلُبُ حِرْزاً، | والمَنَايا يَطْلُبْنَهُ في التّلاعِ |
قاصِداً للبِحَارِ، إذْ لَيسَ للمُدْ | نِ دِفاعٌ عَنْهُ ولا للقِلاعِ |
قطعتُ آملٌ بآمالِ مَكذو | بِ الأمانِيِّ خائِبِ الأطماعِ |
يا ابنَ عَمّ النّبيّ أُمْتِعْتَ بالعُمْـ | ـرِ، وَمُلّيتَ نِعْمَةَ الإمْتَاعِ |
يَعْلَمُ الله كَيْفَ حَمْدُ المَوَالي، | ما تُعاني مِنْ شأنِهمْ، وَتُرَاعي |
أعْظَمُوا المَسجِدَ الجَديدَ فأبدَوْا، | وأعادُوا في الشّكْرِ عَنهُ المُذاعِ |
رُحْتَ خَيرَ البَانِينَ واخترْتَ بالأمْـ | ـسِ لخَيرِ البُيُوتِ خَيرَ البِقَاعِ |
لتُجِيبَ الأذانَ فيهِ رِجالٌ، | مِنْ بعيدٍ، كَمَا تُجِيبُ الدّاعي |
قَصُرَتْ خُطْوَةُ الكَبِيرِ، وَلاَقَى | مُتْعَبٌ فَضْلَ رَاحَةٍ واتّدَاعِ |
في رَفِيعِ السُّمُوكِ يَعْتَرِفُ الغَيْـ | ـمُ لَهُ بالسّمُوّ والارْتِفَاعِ |