طاف الوشاة به فصد وأعرضا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طافَ الوُشاةُ بهِ، فصَدّ وَأعْرَضَا، | وَغَلا بهِ هَجْرٌ أمَضَّ، وَأرْمَضَا |
والحُبُّ شَكْوٌ، ما تزَالُ تَرَى بهِ | كَبِداً مُجرَّحَةً وَقَلْباً مُحْرَضَا |
وَبِذي الغَضَا سَكَنٌ لِقَلْبِ مُتَيَّمٍ، | حُنِيَتْ أضَالِعُهُ على جَمْرِ الغَضَا |
صَدْيانُ يُمْسي، وَالمناهِل جمّةٌ، | كَثَباً يحَلأ عن ذَرَاها، مُجهَضا |
أنّى سَبِيلُ الغيّ منْكِ، وَقدْ نضَا | مِنْ صِبْغِ رَيْعَانِ الشّبيبَةِ ما نضا |
يا ليْتَ شعري! هل يعودُ، كما بدا، | زَمَنُ التّصَابي، أوْ يَجيءُ كما مضَى |
كانَتْ لَيالي صَبْوَةٍ، فتقَطّعَتْ | أسْبابُها، وَأوَانُ لهْوٍ، فانْقضَى |
بأبي عليٍّ ذي العَلاءِ تَحَبّبَتْ | أيام دَهْرٍ ، كان قبل مُبغَّضَا |
خُرْقٌ، يُزَجّي نَيْلَهُ لِعُفاتِهِ | سَحّاً، إذا ما النّيْلُ كان تَبرُّضَا |
مُمْضَى العزِيمَةِ، لَوْ يُباشِرُ حَدّها، | فَلّتْ غِرَارَيْهِ، الحُسامُ المُنْتَضَى |
ذَلَبَتْ مساعِيهِ الرّجالُ، فقصّرَتْ | عَنْهُ، وَقَصْرُ رَسيلِهِ أن يَغْرِضَا |
هَلْ أنْتَ مُسْتَمِعٌ لِعُذرَةِ تائِبٍ | مِنْ ذَنْبِهِ، مستوْهِبٍ منْكَ الرّضَا |
ما كانَ ما بلّغْتَ غيرَ تَسَرّعٍ | مِن نابِلِ، ذكَرَ الوَفاءَ، فأنْبضَا |
بَدَرَاتُ مَوْتورٍ، وَهَفْوَةُ مُحْرَجٍ، | أكْنَى عن التّصريحِ فيكَ، فعَرّضَا |
فعَلامَ أمنحُكَ الوِصَالَ مُقارِباً | جُهْدي، وتَحْبوني القطيعةَ مُعرِضَا |
أدْنُو وَتَبْعُدُ في الوِصَالِ مُنَكِّباً | عَنّي، وَتِلْكَ قضِيّةٌ لا تُرْتضَى |
فتغَمّدَنْ بالصّفْحِ هَفْوَةَ مُذنبٍ، | ضاقتْ بهِ معْ سُخطِكَ الأرْضُ الفضَا |