أراني متى أبغ الصبابة أقدر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرَاني مَتى أبْغِ الصّبَابَةَ أقْدِرِ، | وإنْ أطْلُبِ الأشْجَانَ لا تَتَعَذّرِ |
أعُدُّ سِنيّ فَارِحاً بمُرُورِها، | وَمَأتَى المَنَايَا منْ سنيّ وأشهُرِي |
واهوى امتداد العمر وامتدى حبله | وما قيض للأحزان قيض المعمري |
وَمَا خِلْتُ تَبكي بَعْدَ قَيصَرَ خُلّةً، | لكُلّ مُحِبٍ قَيصَرُ مثلُ قَيصرِي |
نَعَمْ في ابنِ بِسْطامٍ وَزِبرَجَ أُسوَةٌ، | وَوَفْرٌ عَلى الأيّامِ، وابنِ المُدَبِّرِ |
وَبَرّحَ بي في زِبْرِجٍ أنّ يَوْمَهُ | تَعَجّلَ لم يُمهِلْ، وَلمْ يَتَنَظّرِ |
مَتَاعٌ منَ الدّنْيا حَظيٌّ، ومن يَفُتْ | حَظيّاً من الدّنيا فيُحْزِنْهُ يُعذَرِ |
أسِيتُ لمَوْلاهُ على حُسنِ مَسمَعٍ، | خَليقٍ بشُغْلِ السّامعينَ، وَمَنْظَرِ |
مُضِىءٌ تَظَلُّ العَينُ تَصْبِغُ خَدَّهُ، | مَتى تَثْنِ فيهِ لَحْظَةً تَتَعَصْفَرِ |
كأنّ النّجُومَ الزُّهْرَ أدّتْهُ خالصاً | لزُهرَةِ صُبْحٍ قد تَعَلّتْ وَمُشتري |
يَشيدُ بحاجاتِ النّفُوسِ، إذا اعتَزَى | إلى ابنِ سُرَيجٍ أوْ حكى ابنَ مُحزرِ |
لَنِعمَ شَرِيكُ الرّاحِ في لُبّ ذي الحجى | إذا استَهلَكَتهُ بينَ نايٍ وَمِزْهَرِ |
وَمُغْتَالُ طُولِ اللّيلِ حتى يُقيمَنَا | على ساطعٍ من طُرّةِ الفَجرِ أحمَرِ |
غَرِيرٌ، متى تُخلَطْ بهِ النّفسُ تَبتَهجْ | لَهُ، وَمَتى يُقرَنْ بهِ العَيشُ يَقْصُرِ |
إذا ما تَرَاءَتْهُ العُيُونُ تَحَدّثَتْ | بكُلّ مُسَرٍّ، من هَوَاها، وَمُضْمَرِ |
وأعتَدُّ إبْهَامي أشَدّ أصَابعي، | ولَمْ يَتَحَمّلْ خاتمي حَملَ خنصِرِي |
يقولون: لم يكبر فيشتد رزؤه | وكان الهوى نحلا لأصغر أصغر |
أوَعْكُ مَنُونَا صَارَ للمَوْتِ مَوْرِداً، | وَكَان ارتِقَابُ المَوْتِ من وَعكِ خَيبرِ |
وَمنْ نَكَدِ الأيّامِ إيبَاءُ حِلّةٍ، | عَذاةِ النّواحي بينَ كَوْثَى وَصَرْصَرِ |
فلَوْ كانَ مَاتَ اللُّوغَبْرديُّ قَبْلَهُ، | وأخّرَ في البَاقينَ مَنْ لمْ يُؤخَّرِ |
إذاً لأسَغْنَا الحَادِثَاتِ التي جَنَتْ، | وَلمْ نَتّبعْهَا بالمَلامِ، فَنُكْثِرِ |
يُطَيَّبُ بالكَافُورِ مَنْ كانَ نَشْرُهُ | أطَلَّ من الكَافُورِ، لَوْ لَمْ يُكَفَّرِ |
وَتُدْرَجُ في البُرْدِ المُحَبَّرِ صُورَةٌ، | كَتَوْشِيَةِ البُرْدِ الصّنيعِ المُحَبَّرِ |
قَسَتْ كَبِدٌ لمْ تَعْتَللْ لفرَاقهِ، | وَقَلْبٌ إلى ذِكْراهُ لَمْ يَتَفَطّرِ |
عَلَيْكَ أبَا العَبّاسِ بالصّبرِ طَيّعاً، | فإنْ لمْ تَجِدْهُ طَائعاً، فتَصَبّرِ |
وَلاَ بُدّ أنْ يُهْرَاقَ دَمْعٌ، فإنّما | يُرَجّى ارتقاءُ الدّمعِ بَعدَ التّحَدّرِ |
إذا أنْتَ لمْ تَنْضَحْ جَوَاكَ بعَبرَةٍ، | غَلاَ في التّمَادي أوْ قَضَى في التّسَعّرِ |