أليلتنا بذي حسمٍ أنيري
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أليلتنا بذي حسمٍ أنيري | إذا أنتِ انقضيتِ فلاَ تحوري |
فإنْ يكُ بالذنائبِ طالَ ليلي | فقدْ أبكي منَ الليلِ القصيرِ |
وَأَنْقَذَنِي بَيَاضُ الصُّبْحِ مِنْهَا | لقدْ أنقذتُ منْ شرًّ كبيرِ |
كأنَّ كواكبَ الجوزاءِ عودٌ | مُعَطَّفَة ٌ عَلَى رَبْعٍ كَسِيرٍ |
كأنَّ الفرقدينِ يدا بغيضٍ | أَلَحَّ عَلَى إَفَاضَتِهِ قَمِيرِي |
أرقتُ وَ صاحبي بجنوبِ شعبٍ | لبرقٍ في تهامة َ مستطيرِ |
فَلَوْ نُبِشَ المَقَابِرُ عَنْ كُلَيْبٍ | فيعلمَ بالذنائبِ أيُّ زيرِ |
بِيَوْمِ الشَّعْثَمَيْنِ أَقَرَّ عَيْناً | وَكَيْفَ لِقَاء مَنْ تَحْتَ الْقُبُورِ |
وَ أني قدْ تركتُ بوارداتٍ | بُجَيْراً فِي دَمٍ مِثْلِ الْعَبِيرِ |
هَتَكْتُ بِهِ بُيُوتَ بَنِي عُبَادٍ | وَبَعْضُ الغَشْمِ أَشْفَى لِلصُّدُورِ |
عَلَى أَنْ لَيْسَ يُوفَى مِنْ كُلَيْبٍ | إذا برزتْ مخبأة ُ الخدورِ |
وَهَمَّامَ بْنَ مُرَّة َ قَدْ تَرَكْنَا | عليهِ القشعمانِ منَ النسورِ |
ينوءُ بصدرهِ وَ الرمحُ فيهِ | وَيَخْلُجُهُ خَدَبٌ كَالْبَعِيرِ |
قَتِيلٌ مَا قَتِيلُ المَرْءِ عَمْروٌ | وَجَسَّاسُ بْنُ مُرَّة َ ذُو ضَرِيرِ |
كَأَنَّ التَّابِعَ المِسْكِينَ فِيْهَا | أَجِيرٌ فِي حُدَابَاتِ الْوَقِيرِ |
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ | إِذَا خَافَ المُغَارُ مِنَ الْمُغِيرِ |
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ | إِذَا طُرِدَ اليَتِيمُ عَنِ الْجَزُورِ |
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ | إذا ما ضيمَ جارُ المستجيرِ |
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ | إذا ضاقتْ رحيباتُ الصدورِ |
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ | إِذَا خَافَ المَخُوفُ مِنَ الثُّغُورِ |
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ | إِذا طَالَتْ مُقَاسَاة ُ الأُمُورِ |
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ | إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُ الزَّمْهَرِيرِ |
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ | إِذَا وَثَبَ المُثَارُ عَلَى المُثِيرِ |
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ | إِذَا عَجَزَ الغَنِيُّ عَنِ الْفَقِيرِ |
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ | إِذَا هَتَفَ المُثَوبُ بِالْعَشِيرِ |
تسائلني أميمة ُ عنْ أبيها | وَمَا تَدْرِي أُمَيْمَة ُ عَنْ ضَمِيرِ |
فلاَ وَ أبي أميمة َ ما أبوها | مَنَ النَّعَمِ المُؤَثَّلِ وَالْجَزُورِ |
وَ لكنا طعنا القومَ طعناً | على الأثباجِ منهمْ وَ النحورِ |
نَكُبُّ الْقَومَ لِلأذْقَانِ صَرْعَى | وَنَأْخُذُ بِالتَّرَائِبِ وَالصُّدُورِ |
فَلَوْلاَ الرِّيْحُ أُسْمِعُ مَنْ بِحُجْرٍ | صليلَ البيضِ تقرعُ بالذكورِ |
فِدى ً لِبَنِي شَقِيقَة َ يَوْمَ جَاءُوا | كاسدِ الغابِ لجتْ في الزئيرِ |
غداة َ كأننا وَ بني أبينا | بجنبِ عنيزة رحيا مديرِ |
كَأَنَّ الْجَدْيَ جَدْيَ بَنَاتِ نَعْشٍ | يكبُّ على اليدينِ بمستديرِ |
وَتَخْبُو الشُّعْرَيَانِ إِلَى سُهَيْلٍ | يَلُوحُ كَقُمَّة ِ الْجَبَلِ الْكَبِيرِ |
وَكَانُوا قَوْمَنَا فَبَغَوْا عَلَيْنَا | فَقَدْ لاَقَاهُمُ لَفَحٌ السَّعِيرِ |
تظلُّ الطيرُ عاكفة ً عليهمْ | كأنَّ الخيلَ تنضحُ بالعبيرِ |