كُلَيْبُ لاَ خَيْرَ في الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كُلَيْبُ لاَ خَيْرَ في الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا | إنْ أنتَ خليتها في منْ يخليها |
كُلَيْبُ أَيُّ فَتَى عِزٍّ وَمَكْرُمَة ٍ | تحتَ السفاسفِ إذْ يعلوكَ سافيها |
نعى النعاة ُ كليباً لي فقلتُ لهمْ | مادتْ بنا الأرضُ أمْ مادتْ رواسيها |
لَيْتَ السَّمَاءَ عَلَى مَنْ تَحْتَهَا وَقَعَتْ | وَحَالَتِ الأَرْضُ فَانْجَابَتْ بِمَنْ فِيهَا |
أضحتْ منازلُ بالسلانِ قدْ درستْ | تبكي كليباً وَ لمْ تفزعْ أقاصيها |
الْحَزْمُ وَالْعَزْمُ كَانَا مِنْ صَنِيعَتِهِ | ما كلَّ آلائهِ يا قومُ أحصيها |
القائدُ الخيلَ تردي في أعنتها | زَهْوَاً إذَا الْخَيْلُ بُحَّتْ فِي تَعَادِيها |
النَّاحِرُ الْكُومَ مَا يَنْفَكُّ يُطْعِمُهَا | وَالْوَاهِبُ المِئَة َ الْحَمْرَا بِرَاعِيهَا |
منْ خيلِ تغلبَ ما تلقى أسنتها | إِلاَّ وَقَدْ خَضَّبَتْهَا مِنْ أَعَادِيهَا |
قدْ كانَ يصحبها شعواءَ مشعلة ً | تَحْتَ الْعَجَاجَة ِ مَعْقُوداً نَوَاصِيهَا |
تكونُ أولها في حينِ كرتها | وَ أنتَ بالكرَّ يومَ الكرَّ حاميها |
حَتَّى تُكَسِّرَ شَزْراً فِي نُحُورِهِمِ | زرقَ الأسنة ِ إذْ تروى صواديها |
أمستْ وَ قدْ أوحشتْ جردٌ ببلقعة ٍ | للوحشِ منها مقيلٌ في مراعيها |
ينفرنَ عنْ أمَّ هاماتِ الرجالِ بها | وَالْحَرْبُ يَفْتَرِسُ الأَقْرَانَ صَالِيهَا |
يهزهونَ منَ الخطيَّ مدمجة ٍ | كمتاً أنابيبها زرقاً عواليها |
نرمي الرماحَ بأيدينا فنوردها | بِيضاً وَنُصْدِرُهَا حُمْراً أَعَالِيهَا |
يا ربَّ يومٍ يكونُ الناسُ في رهجٍ | بهِ تراني على نفسي مكاويها |
مستقدماً غصصاً للحربِ مقتحماً | ناراً أهيجها حيناً وأطفيها |
لاَ أَصْلَحَ الله مِنَّا مَنْ يُصَالِحُكُمْ | ما لاحتِ الشمسُ في أعلى مجاريها |