أُرَدِّدُ الظَّنَّ بينَ اليأْسِ وَالأَمَلِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أُرَدِّدُ الظَّنَّ بينَ اليأْسِ وَالأَمَلِ | وَأَعذِرُ الحُبَّ يُفْضي بي إلى العَذَلِ |
وَأَسأَلُ الطَّيْفَ عَنْ سَلْمَى إذا قُبِلَتْ | شَفاعَة ُ النَّوْمِ لِلسّارِي إلى المُقَلِ |
وَما أَظُنُّ عُهودَ الرَّمْلِ باقِيَة ً | وَأَيُّ عَهْدِكَ يا ظَمْياءُ لَمْ يُحَلِ |
للهِ ما صَنَعتْ أَيدي الرِّكابِ بِنا | عَشِيَّة َ اسْتَتَرَ الأَقْمارُ بِالكِلَلِ |
إذا ابْتَسَمْنَ سَلَبْنَ البْرقَ رَوْعَتَهُ | وَإنْ نَظَرْنَ فَجَعْنَ الظَّبْيَ بِالكَحَلِ |
مِنْ كُلِّ بَيْضاءَ مَصْقولٍ تَرائِبُها | مَقْسومَة ِ العَهْدِ بَيْنَ الغَدْرِ وَالمَلَلِ |
تَسُلُّ مِنْ مُقْلَتَيْها صارِماً أَخَذَتْ | مِنْ حَدِّهِ وَجْنَتاها حُمْرَة َ الخَجَلِ |
طَرَقْتُها وَالدُّجى شابتْ ذَوائِبُهُ | وَالفَجرُ مُقْتَبِلٌ في زِيِّ مُكْتَهِلٍ |
وَلِلرَّقِيبِ خُشوعٌ في لَواحِظِهِ | يُعيرُها نَظَراتِ الشّارِبِ الثَّمِلِ |
فَرَدَّ دُونَ وِشاحَيْها العَفافُ يداً | تَبُزُّ في الرَّوْعِ دِرْعَ الفارِسِ البَطَلِ |
ثُمَّ انصَرَفْتُ وَقَلبانا كَأّنَّهما | عِنْدَ الوَداعِ جَناحا طائِرٍ وَجِلٍ |
وَفي مَباسِمِها لي ما يُتابِعُهُ | بِراحَتَيْكَ المُلوكُ الصِّيدُ مِنْ قُبَلِ |
للهِ دَرُّكَ مِنْ قَرمٍ كَمِ اختَضَبتْ | إليهِ بِالدَّمِ أَيدي الخَيْلِ وَالإبل |
سَهْلِ الشَّريعَة ِ سَبّاقٍ إلى أمدٍ | تَسْري الرِّياحُ بِهِ حَسْرى على مَهَلِ |
وَمُسْتَبِدٍّ بِرَأْيٍ لا يُتَعْتِعُهُ | خَطْبٌ يُشيرُ على الآراءِ بِالزَّلَلِ |
يَنْضُوهُ لِلأَمْرِ قد سُدَّتْ مَطالِعُهُ | وَضاقَ في طَرَفَيْهِ مَسْلَكُ الحِيَلِ |
وَالسَّيْفُ يَنْفَعُ يَوْمَ الرَّوْعِ حامِلَهُ | إذا تَبَدَّلَ يُمْناهُ مِنَ الخَلَلِ |
فَزادَهُ المُقْتَدي بِاللّهِ تَكْرِمَة ً | كَسَتْهُ بُرْدَ الشَّبابِ النّاضِرِ الخَضلِ |
وَعادَ رَيْعانُ عُمْرٍ بانَ رَيِّقُهُ | فَراجَعَ البيضَ مِنْ أَيّامِهِ الأُوَلِ |
يُزْهَى بِهِ الخَلِعُ المَيْمُونُ طائِرُها | زَهْوَ الخَرائِدِ بالمَكْحولَة ِ النُّجُلِ |
هُنَّ الرِّياضُ لَها مِنْ خُلْقِهِ زَهَرٌ | وَمِنْ أَيادِيهِ صَوْبُ العارِضِ الهَطِلِ |
وَمَنْ غَدا بِرِداءِ الفَخْرِ مُشْتَمِلاً | أَضْحَى بِما يَكْتَسِيهِ غَيْرَ مُحْتَفِلِ |
وَجاءهُ الطِّرفُ وَالأَعداءُ في كَمَدٍ | يُدمي الجَوانِحَ والإخوانُ في جَذَلِ |
يَسْمو بِهاديهِ وَالأعناقُ خاضَعَة ٌ | لِحافِرٍ بِعُيونِ القَوْمِ مُنْتَعِلُ |
يا سَعْدُ كَمْ لَكَ مِنْ نَعْماءِ جُدْتَ بِها | حَتّى تَرَكْتَ الحَيا يُعْزَى إلى البَخَلِ |
أَهذهِ قَصَباتُ المُلْكِ تُعْمِلُها | أَمِ الضَّرائِرُ لِلْخَطِّيَّة ِ الذُّبُلِ |
فقد بَلَغْتَ بِها ما عَزَّ مَطْلَبُهُ | على ظُبا الهِنْدِ وانِيّاتِ وَالأَسَلِ |
إنَّ الكَتائِبَ كُتْبٌ عَنْكَ صادِرَة ٌ | فَاسْدُدْ بِها لَهَواتِ السَّهْلِ وَالجَبَلِ |
وافْخَرْ بِما شِدْتَ مِنْ مَجْدٍ يُؤَثِّلُهُ | نَدى ً يَروحُ وَيَغْدو غايَة َ المَثَلِ |
إنَّ المَكارِمَ شَتّى في طَرائِقها | وأنتَ تَنْزِلُ مِنها مُلْتَقَى السُّبُلِ |
لازال شَمْلُ المَعالي مِنْكَ مُنْتَظِماً | وَدامَ صَرْفُ اللَّيالي عَنكَ في شُغُلِ |