عند العقيق فماثلات دياره
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عِنْدَ العَقيقِ، فَماثِلاَتِ دِيَارِهِ، | شَجَنٌ يَزِيدُ الصّبَّ في اسْتِعْبَارِهِ |
وَجَوًى، إذا اعتَلَقَ الجَوَانِحَ لم يدعْ | لِمُتَيَّمٍ سَبَباً إلى إقْصَارِهِ |
دِمَنٌ تَنَاهَبَ رَسْمَهَا حَتّى عَفَا، | مِنْها تَعَاقُبُ رَائحٍ بِقِطَارِهِ |
بَاتَتْ، وَبَاتَ البَرْقُ يَمْرِي عُوذَه | فيها، وَيُنْتِجُ مُثْقَلاَتِ عِشارِهِ |
فالأَرْضُ في عِمَمِ النّبَاتِ مُجِدّةٌ | أثْوَابَهَا، والرّوْضُ من نَوّارِهِ |
يَمْضِي الزّمَانُ، وَمَا قضْتُ لُبَانَتِي | منْ حُسنِ مَوْهُوبِ الصّبَا وَمُعَارِهِ |
لَيْلٌ بذاتِ الطّلْحِ، إسْدافاتُهُ | أشْهَى إلى المُشْتَاقِ من أسْحَارِهِ |
وَمِنَ أجلِ طَيْفِكِ عَادَ مُظلِمُ لَيلِهِ | أحْظى لَدَيْهِ منْ مُضِيءِ نَهَارِهِ |
يَنْأى الخَيَالُ عَنِ الدّنُوّ، وَرُبّما | وَصَلَ الزّيَارَةَ عندَ شَحطِ مَزَارِهِ |
وَلَقَدْ حَلَفتُ، وَفي أليّتيَ الصّفَا | في هَضْبِهِ، وَالبَيتُ في أستارِهِ |
للْخُضْرُ في شُبَهِ الخُطُوبِ، وَرَأيُهُ | كالسّيفِ في حَمَسِ الوَغَى، وغِرَارِهِ |
إنْ أزْعَجَتْكَ منَ الزّمَانِ مُلِمّةٌ، | فاندُبْ رَبيعَتَهُ لَهَا ابنَ نِزَارِهِ |
مَنْ ذا نُؤمِّلُهُ لِمِثْلِ فَعَالِهِ، | أمْ مَنْ نُؤَهِّلُهُ لخَوْضِ غِمَارِهِ |
يُرْجَى مُرَجّيهِ، فَيؤتَنَفُ الغِنَى | مِمّا يُنِيلُ، وَيُسْتَجَارُ بِجَارِهِ |
إمّا غَنِيٌّ زادَ في إغْنَائِهِ، | أوْ مُقْتِرٌ يُعْدَى على إقتارِهِ |
وَمُظَفَّرٌ بالمَجْدِ، إدْرَاكَاتُهُ، | في الحَظّ، زَائدَةٌ على أوْطَارِهِ |
حَسْبُ العَدُوّ صَرِيمَةٌ مِنْ رأيِهِ، | تُمضِي لَهُ، أوْ جَمَرَةٌ من نَارِهِ |
تُجلَى الحَوَادِثُ عَنْ أغَرّ كأنّمَا | رَضْوَى أصَالَةُ رأيِهِ وَوَقارِهِ |
عَنْ مُكثِرٍ مِنْ سَيْبِهِ لكَ، لَوْ جَرَى | مَعَهُ الفُرَاتُ لَقَلّ في إكْثَارِهِ |
أنْسَى صَنَائِعَهُ إليّ، وَمَا يَنِي | أثَرٌ يَلُوحُ عليّ مِنْ آثَارِهِ |
بَحْرٌ، إذا وَرَدَتْ رَبيعَةُ سَيْحَهُ | لَمْ يخْشَ نَهْلَتُهَا عَلَى تَيّارِهِ |
وإذا الأرَاقِمُ فاخَرَتْ أكْفَاءَها، | بَدَأتْ بسُؤدَدِهِ وَعِظْمِ فَخَارِهِ |
جانبه نازل برقعيد فإنه | أسد العرين تزوره في زاره |
أوْلادُ مَسْعُودِ بنِ دَلْهَمَ، إنّهم | كَلأوُا ثُغُورَ المَجدِ مِنْ أقْطَارِهِ |
يَرْجُو حَسُودُهُمُ الكَفَاءةَ بَعدَ مَا | خَفِيَتْ نُجُومُ اللّيْلِ في أقمارِهِ |
بنئتُ أنّ أبَا المُعَمِّرِ زَادَهُمْ | ثأراً، عَشِيّةَ جَاءَ طالِبَ ثَارِهِ |
أتْبَعْنَ عَبْدَ الله رِمّةَ أحْمَدٍ، | والنّقْعُ يَتْبَعُهُنّ هَيْجُ مَثَارِهِ |
مَا بَالُ قَبرِ أبيكُمُ في دُراِهِمْ | غُلُقاً، وَقَبرُ أبيهِمِ في دارِهِ |
ألاّ انتَقَذْتُمْ شِلْوَهُ، وَعَديدُكم | فَوْتُ الحَصَى، والضِّعفُ من مِقْدارِهِ |