مرنت مسامعه على التفنيد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مرنت مسامعه على التفنيد | فعصى الملام لأعين وخدود |
رام الجحود تجلداً فأمده | تهال أسطر دمعه بشهود |
لا كان يوم البين، بل لا كان من | نادى به أهاب كل هجود |
لولا الفراق لما استرابت مقلتي | عهد الكرى لزمانك المعهود |
أيام أبتاع الجهالة بالنهى | وأرى حليف الرشد غير رشيد |
أمسي صريع مدامة في مجلس | ريحانه لحظات موق الغيد |
يزهي بكل فتى يكون وساده | أعضاد كل خريدة وخريد |
ولرب خرق لا يمارس هوله | خرقت فيه دجى الليالي السود |
بمعود للسير محتقر له | مرنت قوائمه على التخويد |
متقحم هول الظلام بشاعر | كالسيف مدرع لهول البيد |
ماض على الحدثان، لم يرجع له | رأي براية عاجر مجدود |
كم حملت أمثاله متوجها | من يعملات حاملات وفود |
حتى أناخت بعد بعد مسافة | بذرى ابن هارون الرضي سعيد |
أمست به حلب تحلب بالغنى | بعد الجدوب بثغرها المسدود |
حاز الفرات إلى الشآم براحة | هطالة بنواله المحمود |
تدعو مكارمه إلى معروفه | أمل العديم ورغبة المجهود |
سهل البلاغة والفصاحة، قلب، | غض الحجى والفهم، صلب العود |
من معشر سبقوا الملوك بفخرهم | وتقدموا في الجود كل عميد |
بفنائهم ركز السماح لواءه | والبأس سيف النصر والتأييد |
إن ابن هارون الأغر سميدع | كالبدر يطلع في نجوم سعود |
عم البرية بأسه ونواله | من بين وعد صادق ووعيد |
إسلم أبا عثمان من حتف الردى | في نعمة تحتاج كل حسود |