أعاذلُ ما غَنّيتُ عن المُدامِ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أعاذلُ ما غَنّيتُ عن المُدامِ ، | فلا تُكْثِـر ملامَـة َ مستَهامِ |
أعاذلُ ؛ ما هَجَرْتُ الكأسَ يوماً ، | ولا قَـصّرْتُ في طلَبِ الحرامِ |
ولا استَبطَأْتُ نَفسي عن مُجونٍ، | ولا عَـطّلْتُ سمعي من مَـلامي |
ولا استَصْـحَبْتُ في دهْـري لَئيماً ، | بَرئْتُ مِنَ اللّئيمِ إلى اللّئامِ |
ولكِنّ الكِرامَ لَهُمْ صَفائي، | وقد يَصْبُو الكَريمُ إلى الكِرامِ |
وشاطِرَة ٍ تَتيهُ بحُسْنِ وَجْهٍ، | كضَوْءِ البَرْقِ في جُنحِ الظّلامِ |
رأتْ زِيَّ الغُلامِ أتَمّ حُسْناً، | و أدنى للفُسوقِ وللآثامِ |
فما زالتْ تُصرِّفُ فيه ، حتى | حَكَتْهُ في الفِعالِ وفي الكَلامِ |
و راحت تستطيلُ على الجواري، | بفضلِ في الشَّطارة ِ والغرامِ |
تعافُ الدفَّ تكريها ، وفَتْكاً ، | وتَلْعَبُ للمجانَة ِ بالحَمامِ |
ويَدْعوها إلى الطُّنْبورِ حِذْقٌ، | إذا دارَتْ مُعَتَّقَة ُ المُدامِ |
وتَغدو للصّوالِجِ كلّ يوْمٍ، | وتَرْمي بالبَنادقِ والسّهامِ |
تُرَجّلُ شَعرَها، وتُطيلُ صُدغاً، | وتَلْوي كُمَّها فعْلَ الغُلامِ |
أنا ابنُ الخمر ما لي عن غِذاها | إلى وقتِ المنِيَة ِ من فِطامِ |
أُجِلُّ عن اللَّئمِ الكأسَ ، حتى | كأنَّ الخمر تُعصَرُ من عِظامي |
وأسْقيها مِنَ الفِتْيانِ مثْلي، | فتَخْتالُ الكَريمَة ُ بالكِرامِ |