وَاشْرَبَنْها كأنّها عينُ ديكٍ، انْسَ رَسْمَ الدّيارِ ثمّ الطُّلولا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
وَاشْرَبَنْها كأنّها عينُ ديكٍ، انْسَ رَسْمَ الدّيارِ ثمّ الطُّلولا، | واهجُرِ الرَّبعَ دارِساً ومَحيلا |
هل رأيتَ الدّيـارَ رَدّتْ جواباً ، | وأجابتْ لـذي سُـؤالٍ سُـؤولا |
وَاشْرَبَنْها كأنّها عينُ ديكٍ، | يَطرُدُ الْهَمّ طَعمُها، والغَليلا |
هيَ إذْ ما تَغَـلْغَلَتْ في عرُوقي ، | عَـجّلَ الهَمُّ عَن فـؤادي الرّحيـلا |
ونَديمٍ مُساعدٍ، غَيرِ نِكْسٍ، | حَيثما ملْـتَ مـالَ مَعْـكَ مميـلا |
رَنّحَتْـهُ الكُؤوسُ بالصّرْفِ حتى | خَرّ منها على الْجَبينِ تَليلا |
قـلتُ لمّا بَـدَتْ تَباشيـرُ صُـبْـحٍ ، | هتكَتْ في دُجى الظّلامِ الذّيولا |
فشَكـا شـدّة َ الخُمـارِ عـلَيْـهِ ، | وتَـلَـكّـا لأخْـذِ كـأسٍ قـليـــلا : |
فمْ بنَفسي أقيـكَ مِنْ كـلّ سـوءِ ، | فـاصْـطَبِخْهـا مُـدامَـة ً، مَشمُـولا |
قلتُ : خُـذهـا لكيْ يـزُولَ التّشَـكّي | فبِها يُصبِـحُ الخُـمـارُ قَتيـلا |
فاسْتَوَى قاعِداً، وأبْرَزَ كَفّاً | لم تَـزَلْ راحُهـا لراحٍ حَمُـولا |
وتَـغَنّـى على المـدامِ ثــلاثـــاً : | أزجـرِ العينِ أن تبكّـي الطّـولا ... |