كتَمْتُ من أسماءَ ما كانَ عَلَنْ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
كتَمْتُ من أسماءَ ما كانَ عَلَنْ | يومَ طُلولٍ ورُسومٍ ودِمَنْ |
لولا ليالي الخَيْفِ ماكانَ لنا | قلبٌ على حبِّ الغواني مُرْتَهَنْ |
عَنَّ لنا منكِ على وادي مِنى ً | نَوْءُ غرامٍ ليتَهُ ماكانَ عَنْ |
لم تقصدى رمى َ الجمارِ إنّما | رَميتِنا دونَ الجِمارِ بالفِتَنْ |
كم صادَنا ثَمَّ فصِرْنا رِقَّهُ | مِنْ شَعَرٍ جَعْدٍ ومن وجهٍ حَسَنْ |
ليتَ قَطيعاً بانَ عنّا باللِّوَى | من بعد أنْ أورطَ حبّاً لم يبنْ |
وليتَه مَنَّ بوصلِ حَبْلِهِ | على قلوبٍ لم تُطِقْ حَمْلَ المِنَنْ |
نِمْتُمْ وما تعرفُ منّا أعيُنٌ | من بعد أنْ ظعنتمُ طعمَ الوسنْ |
راعكِ يا أسماءُ منّي بارقٌ | ضوّأ ما بين العذارِ والذّقنْ |
لا تَنْفِري منهُ ولا تَسْتنكري | فهو صباحٌ طالما كان دجنْ |
ثاوٍ نأى إذْ رحل الدّهرُ به | وأى ُّ ثاوٍ فى اللّيالى ما ظعنْ ؟ |
إنْ كان أحيا الحلمَ فينا والحجى | فإنّه غالَ المزاحَ والأرنْ |
كم كعَّ مملوءَ الإهابِ من صِباً | عن العلا وأطلق الهمَّ اليفنْ ؟ |
نحن أناسٌ مالنا محلّة ٌ | إلاّ قلالُ الرّاسياتِ والقننْ |
ما نقتنى إلاّ لهبّاتِ الوغى | سمرَ الرّماحِ والصّفاحِ والحصنْ |
منّا النبى ُّ والوصى ُّ صنوهُ | ثُمَّ البَتولُ والحسينُ والحَسَنْ |
وعمّنا العبّاسُ ، من كعمّنا ؟ | أبناؤه الغرُّ مصابيحُ الزّمنْ |
من كلّ مرهوبِ الشّذا دانتْ له | ممالك لمّا تدنْ لذى يزنْ |
جرّوا الجيوشَ والزّحوفَ مثلما | جرَّ اليمانيُّون أذيالَ اليُمَنْ |
واعتصبوا بالعزّ لمّا اعتصبتْ | ملوكُ لَخمٍ بالنُّضارِ في شَدَنْ |
وكم لنا مفخرة ٌ دينيّة ٌ | أحْذَتْ نِزارٌ كلُّها هامَ اليَمَنْ |
سائلْ بنا إنْ كنت لا تعرفنا | سلَّ الظّبا البيضِ وهزّاتِ اللّدنْ |
وكلَّ شعواء لها غمغمة ُ الشّاكى إذا حنّ لمنْ يشكو وأنّْ | ـشاكي إذا حَنَّ لمنْ يشكو وأنْ |
مغبرّة ٌ بالنّقعِ حمراءُ الثّرى | إذْ ليس عينٌ للفتى ولا أُذُنْ |
نُعدُّ في يومِ الوغَى أنجبَنا | مَن ضربَ القَرْنَ بسيفٍ وطَعَنْ |
ومَن تراهُ خائفاً، حتّى إذا | تورّد الحومة َ فى الرّوعِ أمنْ |
ومن إذا اعتنَّ هياجٌ لم يَخِمْ | أوْ جاد بالنّيلِ الجزيلِ لم يمنْ |
لم تدخل الفحشاءُ فى أبياتنا | ولم نشر يوماً إليهنّ الظّننْ |
ليس بهنَّ صَبْوَة ٌ ولا صِباً | ولم يصبْ فيهنّ لهوٌ أو دونْ |
مَرافِدُ الفقر وأبوابُ الغِنَى | وعصمة ُ الخوفِ وعزُّ المُمتَهَنْ |
وليس فينا كِظَّة ٌ من مَطْعَمٍ | ولم نعبْ قطُّ بما تجنى البطنْ |
فقلْ لقومٍ فاخَرونا قبلَ أنْ | ينفّضوا أعراضهمْ من الدّرنْ |
أينَ رؤوسُ القومِ من أخامصٍ | فى مفخرٍ أمْ أين وهدٌ من قننْ ؟ |
كيف تُرامونا وأنتمْ حُسَّر | أم كيف تغشون الظّبا بلا مجنْ ؟ |
قد كنتُمُ هادَنْتمونا مرَّة ً | ثمَّ التويْتُمْ هُدْنَة ً على دَخَنْ |
وإنْ تكنْ عِيدانُكمْ صيغَتْ لنا | مِنْ أُبَنٍ فإنَّنا بلا أُبَنْ |
وإنْ يَبِتْ أديمُكمْ ذا لَخَنٍ | فلم يكنْ فينا أديمٌ ذا لَخَنْ |
شَنَنْتُمُ بغضاءَكمْ فينا، وكمْ | شَنَّ امرأٌ في قومِهِ مالم يُشَنْ |
وكم وردتمْ صفونا ولم نردْ | مِن صفوكمْ إلاّ أُجاجاً قد أَسِنْ |
ولم نزلْ نحملُ من أثقالكمْ | ما عجزتْ عنه ضليعاتُ البدنْ |
دعوا لنا ظاهركمْ ثمّ اجعلوا | قبيحَكُمْ إنْ شِئْتُمُ فيما بَطَنْ |
ماذا على مَنْ بجميلٍ ضَنُّهُ | على أخٍ لو كان بالشَّنعاءٍ ضَنْ؟ |
لولا احتقاري لكُمُ برَيْتُكمْ | ولم أرِدْ تقويمكمْ بَرْيَ السَّفَنْ |
لا تَحذروا رَبَّ حُسامٍ صارمٍ | وحاذروا رَبَّ بيانٍ ولَسَنْ |
يَفْنَى الفتَى وقولُهُ مخلَّدٌ | يمضى عليه زمنٌ بعد زمنْ |
خلِّ لأبناءِ الغِنَى دُنياهُمُ | فمنْ يُهِنْ هذا الثَّراءَ لم يَهُنْ |
فإنَّما الرّاحة ُ في هجرِ الغِنَى | والمالُ للألْبابِ هُمٌّ وحَزَنْ |
سِيّانِ ـ والدّهرُ أخو تبدُّلٍ ـ | خِصْبٌ وجَدْبٌ وهُزالٌ وسِمَنْ |
وليس يُنجي مِن ردى ً ساقتْ إلى | وروده الأقدارُ مالَ مختزنْ |
ولا الرّماحُ والكفاحُ بالظُّبا | ولا الخيولُ والدُّروعُ والجُنَنْ |
ولا تُقِمْ على الأذَى في وَطَنٍ | فحيثُ يعدوك الأذى هو الوطنْ |
فإنَّما بيتُ فتى ً ذي أَنَفٍ | إمّا السّماءُ شاهقاً أوِ الجَنَنْ |