زَعازعٌ ثمّ نُكْبُ!
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
زَعازعٌ ثمّ نُكْبُ! | خَطْبٌ لَعَمْرُكَ صَعْبُ |
قولوا لمن هوَ مُغرًى | بذي الرِّياسة ِ صَبُّ: |
أما تَراها خَبوطًا | تزلُّ طوراً وتكبو؟ |
لها عُيوبٌ عليها | يحبّها من يُحبُّ |
تبرّجتْ ليس عنها | يوماً لعينيكَ حَجْبُ |
تدنو وتنأى وتبدو | طوراً هناك وتخبو |
وللدموعِ عليها | سَحٌّ وقَطْرٌ وسَكْبُ |
كأنَّها جِذْلُ راعٍ | ومن حواليهِ جُربُ |
رَوْحٌ لَعَمْرُكَ فيها | لكنَّ عُقباهُ كَرْبُ |
وكيفَ يُلْتَذُ سِلمٌ | يَتْلو أُخَيراهُ حربُ؟ |
من أينَ خِلٌّ وفيٌّ | حُلْوُ المذاقة ِ عذبُ |
لا عُجبَ فيهِ ولكنْ | فيه لقلبي عُجُبُ |
كالسيّفِ ليس بنابٍ | والسَّيفُ بالضربِ يَنْبو |
والطِّرف ليس بكابٍ | والطِّرف بالرّكضِ يكبو |
إيّاك إن كنت يوماً | تحبّ مالاً يُحبّ |
والضَّرعَ لا دَرَّ فيهِ | فليس يَنفعُ حَلْبُ |
والرِّزقَ يأتي شَعوبًا | وإنْ خلا منهُ شَعبُ |
ما اجتُرَّ رزقٌ بحرصٍ | سِيّانِ: مَشْيٌ وَوَثْبُ |
كم طائِرٍ صُدَّ عنه | ونالهُ مَن يدُبُّ |
ونال رَجلٌ بطاءٌ | منه وأخفق رَكْبُ |
لو أنصفتنا الليالي | وكانَ للدّاءِ طِبُّ |
ما كان بغيٌ وغصْبٌ | ولا ابتزازٌ وسَلْبُ |
أقسمتُ بالبيتِ طافتْ | به جحاجحُ غُلْبُ |
سَرَتْ وأدنتْ إليه | بهم جيادٌ ونُجبُ |
شُعثٌ سِغابٌ ومِنْ تحْـ | ـتِهمْ ظِماءٌ وسُغبُ |
ما ضرَّهُ وهْوَ يُطوَى | إليه سَهْبٌ فسهبُ |
وللملائكِ مِنْ حَوْ | لِهِ حَفيفٌ وقُربُ |
أن لا يكون عليه | للعين وَشْيٌ وعَصْبُ |
وبالّذي هَرَقوهُ | من الدّماءِ وصبّوا |
والبائتين بِجَمْعٍ | لهم أوارٌ وشبُّ |
جَبُّوا العلائقَ عنهم | وإنَّما الإِثمَ جَبُّوا |
لا ابتعْتُ ذُلاًّ بعزٍّ | وفي يَمينيَ عَضْبُ |
ولا أقضّ عل ما | صنعتُه ليَ جَنبُ |
ولا تركتُ لساناً | يقول لي لك ذَنبُ |
أذلَّ ربّيَ قومًا | لهم من الذلِّ شربُ |
رأوا قذى ً لم يبالوا | به فأَغْضَوْا وعَبُّوا |
قِيدوا ببارقِ نفعٍ | كما يُقادُ الأَجَبُّ |
كم ذا التمادي وعُمرٌ | يجري بنا ويخُبُّ؟ |
فإن عتبتُ على الدّهـ | ـرِ ضاعَ منّي عَتْبُ |
أرعى الأمانيَ عُمري | مرعى ً لعمركَ جَدبُ |
وليس بالرُّمحِ طَعنٌ | وليسَ بالسَّيفِ ضَرْبُ |
أبغي وما العودُ رَطْبًا | ما كانَ والعودُ رَطْبُ |
وكانَ رأسيَ ليلاً | ما فيهِ للعينِ شُهْبُ |
فالآنَ ليليَ صُبْحٌ | يَزْوَرُّ عنهُ المحبُّ |