أتَتْني كما بُلِّغتْ مُنْية ٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتَتْني كما بُلِّغتْ مُنْية ٌ | وأدركتُ من طلبِ الثّأرِ ثارا |
قوافي ما كنّ إلاّ الغمام | سَقى بعدَ غُلَّتهنّ الدِّيارا |
إذا ما نقدن وجدن النضارَ | وإمّا كُرِعْنَ حُسِبْنَ العُقارا |
و هنأنني بأيادي الإمام | كسون الجمال وحزن الفخارا |
لبسْتُ بهنَّ على مَفْرِقَيْـ | ـيَ تاجاً وفي مِعصميَّ سِوارا |
ولو شئتُ لمَّا تيسَّرْنَ لي | لنالتْ يداي المحيط المدارا |
و ما كنّ إلاّ لشكٍّ يقيناً | ولبّاهُ منِّي الإخاءُ الصَّريـ |
ولِمْ لا أصولُ وقد صارَ لي | شعار إمام البرايا شعارا ؟ |
ولمّا تعلَّقَ زينُ القضا | ة قلبيَ صار لمثواي جارا |
غفرتُ له هفولاتِ الزمان | و كنّ الكبار فصرن الصغارا |
ـحُ حينَ دعا أو إليه أشارا | |
فإنْ تفتخرْ بأبيكَ الرّشيدِ | ملأتَ لنا الخافقين افتخارا |
وإنَّك مِن معشرٍ خُوِّلوا | من المأثرات الضخام الكيارا |
يسودُ وليدهُمُ الأشْيَبينَ | ويُعطون في المعضلات الخِيارا |
تمازج ما بيننا بالودادِ | و عانق منا النجارُ النجارا |
و نحن جميعاً على الكاششحين | فكنتَ السنانَ وكنا الغرارا |
فخذها تطول قنانَ الجبال | و إن كنّ للشغل عنها قصارا |
ولازلتُ فيك طوالَ الزَّما | نِ أُعطى المرادَ وأُكْفَى الحِذارا |