أَلا ما لقلبٍ بأيدي الغُواة ِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أَلا ما لقلبٍ بأيدي الغُواة ِ | يُعلَّلُ في الحبِّ بالباطلِ |
يرنّ اشتكاءً إلى نازلٍ | وإمّا اشتياقاً إلى راحلِ |
ويُضحي قتيلَ بدورِ الخدو | رِ وَجْداً وما من دمٍ سائلِ |
وكيف انتفاعى بأنّى كتمـ | ـتُ بنطق الغرامِ عن العاذلِ |
ولى ألسنٌ شاهداتٌ به | من الدّمع والجسدِ النّاحلِ |
والحزمِ في الموقفِ الهائلِ | لِ ما لِيم في النّاسِ من عاقلِ |
وزَوْرٍ أتاني وكلُّ العيونِ | نِ من النّومِ فى شغلٍ شاغلِ |
وكم بيننا حائلٌ هائلٌ | وأوْهَمَ أنْ ليسَ مِن حائلِ |
ولولا لذاذة ُ ذاك الغرو | رِ ما كانَ في الطَّيف من طائلِ |
وكيفَ أخافُ وأنتَ الخَفيرُ | غداة َ المنى في يد الباسلِ |
أقول لركبٍ على أينقٍ | سراعٍ كذئبِ الغضا العاسلِ |
وقد أكلَ السَّيرُ أوصالَها | وأيْنُ السُّرى خيرَ ما آكلِ |
فما شئتَ من تامكٍ ناحل | وما شئتَ من ضيِّقٍ حائلِ |
بلا عضدٍ وبلا كاهلِ | إلى عقوة ِ الأوحدِ العادلِ |
دعوا قائلاً غيرَ ما فاعلٍ | وعُوجوا على القائل الفاعلِ |
إلى صائلٍ لم تَطُفْ مرَّة ً | عليه صِقالاً يدا صاقِلِ |
فتى ً يُعمِلُ السَّيفَ يومَ الهياجِ | ج ويتّركُ الجبنَ للنّابلِ |
وما كان يوماً وقد مسّه اللّـ | ـغوبُ من الجدِّ بالهازلِ |
فللهِ دَرُّكَ من زائدٍ | عطاء على أملِ الآملِ |
وبانَ لنا الحقُّ من باطلِ | عِ فضلاً وذا الجودِ بالباخلِ |
ويومَ يُسقَّى الرَّدى حاضريهِ | |
شهدتَ فكنتَ مكانَ العَفارِ | وللرُّمح في موضعَ العاملِ |
وإنّى لأعشق منك الكما | لَ فلم أر قبلك من كاملِ |
وآسى على زمنٍ مرّ بى | ومالى َ مثلك من كافلِ |
لدى معشرٍ أنا ما بينهمْ | ولا ناهضٍ لهُمُ حاملِ |
فدرُّ قريضى بلا ناظمٍ | وغرُّ مَقالي بلا قائلِ |
وحلى ُ كلامى وما استأصلوا | ه مدى الدّهر منهم على عاطلِ |
ولولا مكانك كان الملو | |
ولا دافعٍ شرَّ ما حاذرو | ه ولا ناهضٍ لهم حاملِ |
وكم ذا أعدتَ لهمْ ملكهمْ | وأرجوك أنَّك لي قابلي |
فأضحى على ثابتٍ راسخٍ | وقد كانَ في هائرٍ مائلِ |
وقد جرّبوا منك ما جرّبو | عليهنَّ كلُّ فتى ً باسلِ |
وخالوك جهلاً كمن يعهدو | وكم غُرَّ ذو الحزمِ بالجاهلِ |
ولمّا طلعتَ ولم يشعروا | فأيقظهمْ من كرى الغافلِ |
أطاعَ لكَ الصَّبُ بعدَ الجماحِ | مقالاً يبرِّحُ بالقائلينَ |
وإنّ خُراسانَ زَلْزَلْتَها | وما لكَ من ركنٍ زائلِ |
وساروا إليك كأسدِ الصّريـ | لداري ورحليَ من غائِلِ؟ |
وأضحى كثيرهمُ كالقليـ | ـل وناصرهمْ منك كالخاذلِ |
وأسمَعْتَنا أنَّة َ المُعْوِلاتِ | تِ على القوم أو رنّة َ الثّاكلِ |
ولمّا رأَوا صَهَواتِ الجيادِ | |
وولَّوا وفارسُهمْ في المماتِ | على الرّغمِ منها يدُ الحاملِ |
فلم تَرَ غيرَ قتيلٍ هوَى | تَدَوَّسُهُ الخيلُ أو قاتل |
ت بحدِّ سيوفك كالرّاجلِ | |
وظنُّوا نُكولَك لمّا دَعَوك | وحاشاكَ من خُلُقِ النَّاكلِ |
وليس الشّجاعة ُ هتكَ الوريـ | بعرِّيسَة ِ الأسدِ الصّائلِ |
ولكنّها بامتطاءِ الصّوا | ب والحزم فى الموقفِ الهائلِ |
فلا تَلُمِ النّاسَ في شوقِهمْ | إلى غيثك السبِلِ الهاطِلِ |
وإمّا التَّنابُلُ للخاملِ | ت من كان فى البلد الماحلِ ؟ |
فإن كنتَ قد غبتَ عن " بابلٍ " | فذكرُك ما غابَ عن بابِلِ |
ومثلُ مُثولك بينَ الرِّجالِ | ل ثناؤك فى المجلس الحافلِ |
وما زلتَ تمطلنا باللّقا | ءِ للحزم عاماً إلى قابلِ |
ومَن كان إرجاؤه باللِّقا | ءِ مصلحة ً ليس بالماطلِ |
فقولي لقومِيَ إنّي اعتصمتُ | ـتُ بعرّيسة ِ الأسدِ الصّائلِ |
فلا مفزعٌ أبداً مفزعى | ولا هائلٌ أبداً هائلي |
ولا مثل عزّى به لامرئٍ | ولا لكليبِ بنى وائلِ |
أَلا فاحُبُني بداومِ الصَّفاءِ | إذا جاءَ نفعيَ من باطِلِ |
وقد حزتَ منِّي جميعَ القبولِ | لِ وأرجوك أنّك لى قابلى |
وإنّى لأرضى بأنْ كنتَ بى | عليماً وكلُّ الورَى جاهلي |
وما أنْ أُبالي جَفاءً لهمْ | إذا كنتَ وحدَك لي واصلي |
ولمّا جعلتك لى موئلاً | دعانى الورى خيرَ ما وائلِ |
فأسندتُ ظهرى إلى يذبلٍ | وألقيتُ ثقلى على بازلِ |
وإنّى مقيمٌ وإن أجدبتْ | بلادي على الرَّجُلِ الفاضلِ |
ولستُ بغير الطّوالِ الخطا | إلى الفخر فى النّاس بالحافلِ |
ولا من حياض الأذى والصّدى | يزعزعنى قطُّ بالنّاهلِ |
وليس الفتى للذى سار عنـ | ـهُ من دَنَسِ العِرْضِ بالغاسلِ |
فخذها ومن بعدها مثلها | فكمْ ذا تنبّه من غافلِ |
وقد جاءَ عفواً منَ القائلِ | |
ولم أكُ قبلَ امتداحي عُلا | ك إلاّ كبُرْدٍ بلا رافلِ |
فهبْ ليَ مافاتَ من زلَّة ٍ | فما زلتَ تصفحُ عن واهلِ |
وما كلُّ مَن قرعتْ كفُّهُ | لأبوابه فيه بالدّاخلِ |
فلا زالَ نجمُك نَجْمُ السُّعو | دِ غيرَ الخفيِّ ولا الآفلِ |
وبُقِّيتَ مُشتملاً بالثَّواءِ | ءِ بغير رحيلٍ مع الرّاحلِ |