أفى دراهمْ من بعدما ارتحلوا تبكى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أفى دراهمْ من بعدما ارتحلوا تبكى | وتَشكو، ولكن ليسَ تَشْكو إلى مُشْكِ |
فيا دمنة الحى ّ الذين تحمّلوا | بوادي الغَضا ماذا ألمَّ بنا منكِ |
خشعتِ فلا عينٌ تراكِ لناظرٍ | دثوراً ولا نطقٌ يخبّرنا عنكِ |
وأذْكرْتِني والشَّيبُ يضحكُ ثَغرُهُ | بلمّتنا عهدَ الشّبيبة ِ والفتكِ |
ليالى َ لا حلمٌ لذى الحلمِ والنّهى | ولا نسكٌ فيها يصابُ لذى نسكِ |
فللهِ أفواهٌ لقينَ أُنوفَنا | بأذكى وقد ودَّعْن من عَبَقِ المسكِ |
وكم من سقيمٍ ليس نرجو شفاءهُ | بأجراعكمْ أو من أسيرٍ بلا فكِّ |
فقلْ للأُلى تاركْتُهمْ لاحتقارِهمْ | فأبصرَهمْ كفِّي وأَطمعَهمْ تركي |
لَكَمْ مَرَّة ٍ مَحَّصتكمْ وخَبَرْتُكمْ | فبهرجكمْ نقدى وزّيفكمْ سبكى |
فلا يبعدَنْ مَن كنتُ بالأمس بينهمْ | على هَضْبة ٍ الباني وفي ذِروة ِ السَّمكِ |
بلغتُ بهمْ ما لم تَنَلْهُ يدُ المنى | وحُكِّمتُ حتَّى صرتُ أحكمُ في الملكِ |
وجاورتهمْ شمَّ العرانين كلّما | معكتُ بهمْ جاروا " سبيلى " فى المعكِ |
كرامٌ فلا أموالُهمْ لُعبابِهمْ | ولا دَرُّهمْ للحَقْنِ لُؤماً وللحَشْكِ |
وأفنية ٌ لا يُعرَفُ الضَّيمُ بينَها | ولا الفقرُ مرهوبٌ ولا العيش بالضّنكِ |
همُ أخرجوا من ضيقِ سخطٍ إلى رضاً | وهمْ أبدلوا قلبى اليقين من الشكِّ |
وهمْ نزَّهوني أنْ أذِلَّ لمطمعٍ | وهمْ حقنوا لى ماءَ وجهى من السّفكِ |
وهمْ ملّكونى بعدما كنتُ ثاوياً | مدى الدّهرِ واستعلوا بنجمى على الفلكِ |
وكنتُ وكانوا إلفة ً وتجاوراً | مكان سرودِ العقدِ من مسلك السّلكِ |
مَضَوا لابديلٌ لي ولا عِوَضٌ بهمْ | فها أنا ذا دهرى على فقدهمْ أبكى |