زارك زوّارُ الحلمْ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
زارك زوّارُ الحلمْ | مسلماً بذى سلمْ |
فى ليلة ٍ ظلماؤها | حالكة ٌ من الظّلمْ |
كأنّها إثمدة ٌ | أو صلدة ٌ من الفحمْ |
جاء وسادى عائداً | فلم أبِنْ منَ السَّقَمْ |
والرَّكبُ في ظلِّ نَقى ً | لو زعزعوه لانهدمْ |
كأنَّما مَرُّ الصَّبا | رَقَّشَ فيه بقلَمْ |
في فِتْيَة ٍ جابوا الدُّجَى | إلى الضُّحَى جَوْبَ الأُدُمْ |
عارين من كلِّ قَذى ً | كاسين من صفوِ الشّيمْ |
توسَّدوا أذْرُعَهم | من الكلالِ والسّأمْ |
وافترشوا من الكرى | على الثَّرى تلكَ اللِّمَمْ |
من سبسبٍ خافى الصّوى | لا إِرَمٌ ولا عَلَمْ |
من عاذرى وأين لى | من عاذرٍ - فيما يلمْ ؟ |
يُؤْلمني جزاءُ ما | داويته من الألمْ |
وإنْ غفرتُ جرمهُ | أعادَ ما كانَ جَرَمْ |
يَبْغي سِقاطي، والّذي | يريدُه أعيا الأُمَمْ |
ويَرتجي أنِّيَ في النْـ | ـنّاسِ كما كان زعمْ |
متى أُرِدْ شيئاً أبَى | أوْ قلتُ : لا؛ قال : نعمْ |
عن الفتى سلْ فعلهُ | ودَعْ أُصولاً وجِذَمْ |
ما ينفع المرءَ بلا | نَحيزة ٍ خالٌ وعَمْ |
ومن يدى كلِّ امرئ | يصيبُهُ حَمْدٌ وذَمْ |
لا خيرَ في مُبتذَلٍ | يصغُرُ في يومِ العِظَمْ |
هان فلا قدرٌ له | مثلُ لفيظٍ من عجمْ |
يغضبهُ إنْ ليمَ فى | سيّئة ٍ ولم ألمْ |
وإنِّني رِمْتُ عنِ الـ | ـفحشاءِ وهوَ لم يرمْ |
عدِّ عنِ القومِ لهمْ | مَنٌّ ولم يُسْدُوا نِعَمْ |
ضَلُّوا عنِ الخيرِ كما | ضلَّ شرودٌ عن لقمْ |
وعن مكانٍ لم يُقِمْ | غيرك فيه لا تقمْ |
إنّ لفخر الملك عنـ | ـدي نِعَماً فُقْنَ النِّعَمْ |
جئنَ غزاراً حفّلاً | يفضحنَ فى السّحِّ الدّيمْ |
ما سرَّني وكُنَّ لي | بأنّ لى حمرَ النّعمْ |
أنتَ الذي أوْ لَيْتَني | منَ العُلا ما لم أرُمْ |
وكنتُ عنها غافلاً | وقاعداً لو لم تقمْ |
فالآنَ يمشي قدمي | بحيثُ لم تمشِ قَدَمْ |
والآن أثنى معلناً | بكلِّ غرّاءِ البهمْ |
يسمعها من بينه | وبينها كلُّ صممْ |
مَن ذا يُعاليني وقدْ | ساندنى الصّخرُ الأصمّْ ؟ |
سَقْياً لفخرِ الملكِ منْ | مغتفرٍ ومنتقمْ |
ومن أطاعتْ أمره | عربُ الفيافى والعجمْ |
كم ذا على أرْجائِهِ | زَمَّ أُنوفاً وخَزَمْ |
وكم على رِفْقٍ بهِ | قوّضَ بيتاً وهدمْ |
وهْوَ كما شاءَ لهُ | ذاك النّجارُ والكرمْ |
قد قلتُ للقومِ وقد | غرّوا بطولِ ما كظمْ |
حذارِ من خافى السّرى | أَسْرَى بجُنْحٍ من ظُلَمْ |
كالصّلِّ إذْ همَّ مضى | واللّيثِ إنْ ضَمَّ عَذَمْ |
والبحرِ إنْ زادَ طَمى | والغيثَ إنْ جادَ سَجَمْ |
وموقفٍ ضنكِ الخطا | ملآنَ من لَحْمٍ ودَمْ |
يذمّ من عفّ كما | يحمدُ فيه من ظلمْ |
كأنّما القومُ به | من قَلَقٍ على ضَرَم |
حَضَرْتَهُ بهمَّة ٍ | أوفتْ على كلّ الهممْ |
وأنتَ طلقٌ باسمٌ | فى لاتَ حينَ مبتسمْ |
تُشبِعُ فيه بالقَنا | مَن زارَه مِنَ الرَّخَمْ |
إنِّيَ عَضْبٌ باتِرٌ | فاستلّنى فى كلِّ همّْ |
والسِّرُّ عندي راهنٌ | أكتمُهُ عمَّنْ كَتَمْ |
وإنْ ألمَّ حادثٌ | فإنّنى لما ألمّْ |
سِيّانِ عندي في هَوى ً | ترومُهُ بَرٌّ وَيَمْ |
وأى ُّ خطبٍ معضلٍ | ضرَّم ناراً فاضطرمْ؟ |
وانقبضتْ عنه الخُطا | واقفة ً لمّا ادلهمّْ |
فاجعلْ عيانى دونهُ | لسدِّ ما منه انثلمْ |
فإنَّني من بَينهمْ | فرّاجُ هاتيك الغممْ |
ولا تَعُجْ في خُطَّة ٍ | عن ناصحٍ بمتّهمْ |
واجدعْ أنوفاً رغمتْ | من كلّ ذى أنفٍ رغمْ |
ودُمْ على شكرِ الذي | خوَّلك اللهُ يَدُمْ |
والمِهْرَجانُ مُخبرٌ | أنَّ لك العُمرَ الأَتَمْ |
تَبقى لأمثالٍ له | فى نعمٍ لا تنثلمْ |
لا بدّلَ العزُّ الذى | أُولِيتَه ولا انصَرَمْ |
وبابك المعمورُ له | عطّلَ من وفدِ الخدمْ |
وعشتَ ما شئتَ لنا | لا عَدَمٌ ولا هَرَمْ |