أرشيف المقالات

أنفق وكأنه لم ينفق!

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
أنفق وكأنه لم ينفق!
 
أول آية من آيات ورد اليوم كانت ﴿ وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ ﴾ [النساء: 38]، وستجد الآية التالية يقول الله تعالى فيها: ﴿ وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 39]، وفي هامش معاني الكلمات كُتب: "وماذا عليهم: وأيُّ ضرر يلحقهم؟"، أليس الله قد قال قبلها: إنهم بالفعل أنفَقوا؟! نعم أنفَقوا، ولكن ليُقال: إنهم أنفَقوا، فهم عند الله كأنهم لم يُنفقوا؛ لأنه من شروط قبول أي عمل صالحٍ الإخلاصُ، وهو أن تعمل العمل فقط لله، وليس لأي أحد غيره، أو لأي شيء آخر مع رضاه.
 
وبهذا نفهم الآية الثالثة التالية لهما التي قال الله تعالى فيها: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40]؛ أي: إن الله لن يظلمك في أي عملٍ عمِلتَه بإخلاص له، لكن ما فعلتَه لغيره، أو ما فعلته له ولغيره، حتمًا لن يكون له جزاءٌ، كما قال الله تعالى في الحديث القدسيِّ: ((أنا أغنى الشركاء عن الشِّرك، من عمل عملًا أشرَكَ فيه معي غيري، تركتُه وشركَه))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: ((إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: مَن عمل عملًا لغير الله، فليطلب ثوابَه ممَّن عمله له))، وبالطبع حينها لا أحد يملك أي شيء ليجازيك به ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 16].
 
لهذا يجب علينا قبل الإقدام على أي عمل أن نتذكَّر قوله تعالى: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ [القصص: 88]، ونتحرَّى الإخلاص له سبحانه؛ لنضمن الجزاء في الآخرة.
♦ مرجع معاني الكلمات: مصحف الميسر في غريب القرآن.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢