ذكرتك في الخلوات التي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ذكرتك في الخلوات التي | شَننتَ بهنَّ عليَّ السُّرورا |
وكنتَ لدَيجُورِهِنّ الصّباحَ | و في سهكاتٍ لهنّ العبيرا |
فضاقتْ عليَّ سهوبُ الديار | وصارتْ سُهولتُهنَّ الوُعورا |
و أظلمَ بيني وبين الأنام | و ما كنت من قبل إلاّ البصيرا |
وطالَ عليَّ الزَّمانُ القصيرُ | وكانَ الطَّويلُ عليَّ القصيرا |
فها أنا منك خليَّ اليدين | وفيكَ كليلَ الأماني حَسيرا |
فقدتك فقدَ الزمان الحبيب | إليَّ وفقدي الشبابَ النضيرا |
و هون رزءك من لم يحطْ | بأنِّي أعالجُ منهُ العسيرا |
فظنوا ، وما علموا ، أنه | صغيرٌ وماكانَ إلاّ كبيرا |
فقلْ للَّذي في طريق الحِما | يرعى البدور ويعلى القصورا |
و يغفل عن وثباتِ المنون يدعن | الشوى ويصبن النحورا |
إلى كم تظلُّ وأنتَ الطّليقُ | بأيدي الطّماعة ِ عبداً أسيرا؟ |
إذا ما أريثُ أريثُ الرحالَ | و إما قربتُ قربتُ الغرورا ؟ |
وإن نلتَ كلَّ الذي تَبْتغيه | فما نلتَ إلاّ الطَّفيفَ الحقيرا |
وما أخذَ الدَّهرُ إلاّ الذي | أعادَ فكيفَ تلومُ المُعيرا؟ |
و كم في الأسافل تحت الحضيض | أخامصِ قومٍ علونَ السَّريرا |
و كم ذا صحبنا لأكل التراب | أناساً ثووا يلبسون الحريرا |
و كم أغمد التربُ في لحدهِ | حُساماً قَطوعاً ولَيثاً هَصورا |
أخيَّ " حسينُ " ومن لي بأن | تجيب النداء وتبدي الضميرا ؟ |
عَهدتُك تَطردُ عنِّي الهمومَ | و تذكرني بالأمور الأمورا |
أُخانُ فآخذُ منك الوفاءَ | و أظما فأكرع منك النميرا |
وكم ليلة ٍ كنتَ لي ثانياً | |
سَقى اللهُ قبرَك بينَ القبورِ | سحاباً وَ كيفَ النواحي مطيرا |
ءِ عِيراً بِطاءً يُزاحِمْنَ عِيرا | |
كأنَّ زماجرَه المُصْعِقاتِ | ضجيجُ الفحول عزمن الهديرا |
تُعصفرُهُ وَمَضاتُ البروقِ | فتسحبُه من نَجيعٍ عَصيرا |
مجاورَ قومٍ بأيدي البِلى | تمزقهمْ يرقبون النشورا |
و لا زال قبرك من نوره | بجنحِ الظلام يضيء القبورا |
ولازلتَ مُمتلىء الرّاحتينِ | نَعيماً ولاقيتَ رَبّاً غَفورا |