كم للنّواظر من دمٍ مَطلولِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كم للنّواظر من دمٍ مَطلولِ | ومدفّعٍ عن وجده ممطولِ |
ولقد حملتُ غداة زمّتْ للنّوى | أُدْمُ الرّكائبِ فيه كلَّ ثقيلِ |
وقنعتُ منهمْ بالقليل ولم أكنْ | أرضَى قُبَيلَ فراقِهمْ بقليلِ |
لولا دموعي يومَ قامتْ ودَّعتْ | ما كانَ روضُ الحَزْمِ بالمطلولِ |
وأرتك وجهاً لم تنرْ شمسُ الضّحى | إلاّ بهِ ما كانَ بالمملولِ |
وتقلَّدَتْ بأساودٍ من فرعِها | وتبسّمتْ عن أشنبٍ معسولِ |
ورنتْ إليك بطرف جوذرِ رملة ٍ | وخطتْ بحِقْفٍ في الإزارِ مَهيلِ |
إنْ كنتَ تُنكرُ ما جَنَتْه يدُ النَّوى | فالشّاهدان صبابتي ونُحولي |
ما ضرَّ مَن ضَنَّتْ يداهُ بمُنْيَتِي | أن لا يضنَّ على َّ بالتّعليلِ ؟ |
فإلى متى أشكو إلى ذى قسوة ٍ | وإلى متى أرجو نوالَ بخيلِ؟ |
قُل للحُداة ِ خِلالَ عيسٍ ضُمَّرٍ | بطُلًى إلى حادي الرَّكائبِ مِيلِ |
حطّوا إلى ملكِ الملوك رحالكمْ | ففناؤه للرّكبِ خيرُ مقيلِ |
حيث الثّرى لاقى الجباه وأرضه | للقومِ موسعة ٌ من التّقبيلِ |
وكأنَّما قمرُ الدَّياجي وجههُ | ورُواءُ لونِ الصّارمِ المصقولِ |
للهِ دَرُّك في مقامٍ لم تزلْ | عجلاً تلفّ رعيله برعيلِ |
والخيلُ جائلة ٌ على قِممٍ هَوَتْ | ومناكبٍ فارقْنَ كلَّ قليلِ |
وكأنَّهنَّ يخُضْنَ ماءَ ترائبٍ | لمجدّلين يخضن ماءَ وحولِ |
قد جرَّبوك غداة َ جنَّتْ فتنة ٌ | رمتِ العقول من الورى بخبولِ |
فكأنَّ مُضْرمَها مضرَّمُ عَرْفَجٍ | فى الدّوِّ حان حصاده بقبيلِ |
وكأنَّها عشواءُ في غبشِ الدُّجَى | تطوى الفلا خبطاً بغير دليلِ |
فعدلتها بالرّأى حتّى نكّبتْ | عنّا بغير قنًى وغيرِ نصولِ |
وركبتَ منها وهْيَ شامسة ُ القَرا | عمّا قليل ظهرَ أى ِّ ذلولِ |
ولوَ انَّها عاصَتْك حكَّمتَ القَنا | فيها وحدَّ الباترِ المسلولِ |
وملأتَ قطرَ الأرضٍ وهي عريضة ٌ | بصوامٍ وذوابلٍ وخيولِ |
وبكلِّ مُستَلَبِ المَلامِ كأنَّما | شهد الكتيبة طالباً بذحولِ |
عريانَ إلاّ من لباسِ بسالة ٍ | ظمآنَ إلاّ من دمٍ لقتيلِ |
وأنا الذى أهوى هواك وأبتغى | أبداً رضاكَ وإنِّه مأمولي |
ومتى تبدَّل جانباً عن جانبٍ | قومٌ فإنّك آمنٌ تبديلى |
وإذا صَححتَ فإنَّ قلبي مُقسِمٌ | أنْ لا يبالى فى الورى بعليلِ |
وذرِ انتقادي بالشُّناة ِ فلم تُنِرْ | شمسُ الظّهيرة للعيون الحولِ |
وليسْلُني عن فوتِ ما نالَ الورى | إنْ لم أقمْ فيه مَقامَ ذليلِ |
خُذْها كما ابتسم النَّهارُ لمُدجنٍ | أعيا عليه قصدُ كلّ سبيلِ |
وكأنّها للمبصريها جذوة ٌ | ولناشقيها " فغمة ٌ " لشمولِ |
وكأنّما هى عزّة ً لا تبتغى | عرّيسة ٌ للأسدِ ذاتُ شبولٍ |
وكأنَّها روضُ الفلا عبثتْ بهِ | أيدى شمالٍ سحرة ً وقبولِ |
صينتْ عن المعنى المعاد وقولها | ما كانَ في زمنٍ مضَى بمقولِ |
وإذا النّضارة ُ فى الغصون تغيّرتْ | كانت نضارتُها بغيرِ ذبولِ |
فاسعدْ بهذا العيد وابقَ لمثلهِ | فى منزلٍ من نعمة ٍ مأهولِ |
ولقد نضوتَ الصّومَ عنك ولم تعجْ | فيه بجانبِ هفوة ٍ وزليلِ |
وكففتَ عن كلِّ الحرامِ وإنَّما | صاموا عن المشروب والمأكولِ |
وإذا بقيتَ فما نبالي مَنْ جَرتْ | منّا عليه ردًى دموعُ ثكولِ |