لك الّليلَ بعد الذّاهبين طويلا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لك الّليلَ بعد الذّاهبين طويلا | ووفدَ همومٍ لم يردن رحيلا |
ودمعٍ إذا حبَّستَه عن سبيله | يعود هتوناً فى الجفون هطولا |
فيا ليتَ أسرابَ الدموع التي جرتْ | أسون كليماً أو شفين غليلا |
أخالُ صحيحاً كلَّ يومٍ وليلة ٍ | ويأبى الجوَى ألاّ أكونَ عليلا |
كأنّي وما أحببتُ أهوى مُمَنَّعاً | وأرجو ضنينا بالوصالِ بخيلا |
فقُل للذي يبكي نُؤَيَّا ودِمْنَة ً | ويندبُ رسماً بالعراءِ مَحيلا |
عدانى دمٌ لى طلّ بالطّفِ إنْ أرى | شجيّاً أبكّى أربعاً وطلولا |
مصابٌ إِذا قابلتُ بالصَّبرِ غَرْبَه | وجدتُ كثيرى فى العزاءِ قليلا |
ورزءٌ حملتُ الثّقلَ منه كأنّنى | مدى الدّهر لم أحملْ سواه ثقيلا |
وجَدتُمْ عُداة َ الدِّين بعدَ محمّدٍ | إلى كَلْمِه في الأقربينَ سبيلا |
كأنّكمُ لم تنزعوا بمكانه | خشوعاً مبيناً فى الورى وخمولا |
وأيّكمُ ما عزّ فينا بدينه ؟ | وقد عاشَ دهراً قبلَ ذاك ذليلا |
فقل لبنى حربٍ وآلِ أميّة ٍ | إذا كنتَ ترضى أن تكون قؤولا : |
سللتمْ على آلِ النبى ّ سيوفه | مُلِئْنَ ثُلوماً في الطُّلى وفلولا |
وقُدْتُمْ إلى مَن قادكمْ من ضلالكمْ | فأخرجكمْ من وادييهِ خُيولا |
ولم تغدروا إلاّ بمن كان جدّه | إليكمْ لتحظوا بالنّجاة ِ رسولا |
وتَرضون ضدَّ الحزم إن كان ملككُم | بَدِيناً وديناً دِنْتموه هزيلا |
نساءِ رسولِ اللَّه عُقْرَ دياركمْ | يرجّعن منكمْ لوعة ً وعويلا |
لهنّ ببوغاءِ الطّفوف أعزة ٌ | سُقوا الموتَ صِرْفاً صبية ً وكهولا |
كأنّهُمُ نُوّارُ روضٍ هَوَتْ بهِ | رياحٌ جنوباً تارة ً وقبولا |
وأنجمُ ليلٍ ما علوْنَ طوالعاً | لأعيننا حتّى هبطن أفولا |
فأيُّ بدورٍ ما مُحينَ بكاسفٍ | وأى ُّ غصونٍ مالقين ذبولا |
أمن بعد أن أعطيتموه عهودكمْ | خِفافاً إلى تلك العهود عُجولا؟ |
رجعتمْ عن القصد المبين تناكصاً | وحلتمْ عن الحقّ المنير حؤولا |
وقعقعتمُ أبوابه تختلونه | ومن لم يردْ ختلاً أصاب ختولا |
فما زلتمُ حتّى جاب نداءَكمْ | وأى ُّ كريمٍ لا يجيب سؤولا ؟ |
فلمّا دنا ألْفاكُمُ في كتائبٍ | تطاولن أقطار السّباسب طولا |
متى تكُ حَجْزَة ٌ أو كحجزة ٍ | سمعتَ رُغاءً مُضْعفاً وصهيلا |
فلم يُرَ إلاّ ناكثاً أو مُنكِّباً | وإلاّ قَطوعاً للذِّمامِ حَلولا |
وإلاّ قَعوداً عن لِمام بنَصْرِهِ | وإلاّ جبوهاً بالرّدى وخذولا |
وضغنَ شغافٍ هبّ بعد رقاده | وأفئدة ً ملأى يفضنَ ذحولا |
وبيضاً رقيقاتِ الشّفار صقلية ً | وسمراً طويلاتِ المتون عُسولا |
ولا أنتمُ أفرجتُمُ عن طريقهِ | إليكمْ ولا لمّا أراد قفولا |
عزيزٌ على الثَّاوي بطَيْبَة َ أَعْظُمٌ | نُبِذْنَ على أرض الطُّفوف شُكولا |
وكلُّ كريمٍ لا يلمّ بريبة ٍ | فإنْ سِيمَ قولَ الفحشِ قالَ جميلا |
يذادون عن ماءِ الفراتِ وقد سقوا الـ | ـشَهادة َ من ماءِ الفرات بديلا |
رُموا بالرَّدى من حيثُ لا يحذرونه | وغُرُّوا وكم غَرَّ الغُفولُ غَفولا |
أيا يومَ عاشوراءَ كم من فجيعة ٍ | على الغُرِّ آلِ الله كنتَ نَزولا! |
دخلتَ على أبياتهمْ بصابهمْ | ألا بِئسما ذاك الدُّخولُ دُخولا |
نزعتَ شهيدَ اللَّه منّا وإنَّما | نزعتَ يميناً أو قطعتَ قليلا |
قتيلاً وجدنا بعده دينَ أحمدٍ | فقيداً وعزّ المسلمين قتيلا |
فلا تبخسوا بالجور من كان ربّه | بَرجْعِ الذي نازَعتموه كفيلا |
أُحبُّكُمْ آلَ النبيِّ ولا أرى | وَإنْ عذلوني عن هوايَ عَديلا |
وقلت لمن يلحى على شغفى بكم | وكم غيرِ ذي نُصحٍ يكونُ عَذولا |
روَيْدَكُمْ لا تَنْحلوني ضلالَكمْ | فلن تُرحِلوا منّي الغَداة َ ذَلولا |
عليكم سلامُ الله عيشاً وميتة ً | وسَفْراً تطيعون النَّوى وحُلولا |
فما زاغ قلبى عن هواكم ، وأخمصى | فلا زلّ عمّا ترتضون زليلا |