صبرتَ ومثلُك لا يجزعُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صبرتَ ومثلُك لا يجزعُ | وناءَ بها صدرك الأوسعُ |
وعزَّيتَ نفسَك لمّا علمْـ | ـتَ أنَّ العزاءَ لها أنفعُ |
وداويتَ داءَك لمّا رأيتَ | دواءَ طبيبك لا ينجعُ |
ولمّا بخست بضيمِ الزمانِ | قنعتَ وإن كنت لاتقنعُ |
وقلت لعينيك لاتدمعي | فلا العين تهمى ولاتدمعُ |
ولم تشكُ ما دفنتْهُ الضُّلوعُ | وفي حشوِها المؤلمُ المُوجعُ |
فإنْ تكُ شنعاءَ جاء الزَّمانُ | بها فالتشكي لها أشنعُ |
وما إنْ يفيدُ سِوى الشّامتيـ | ـنَ أنْ يشكوَ الرَّجُلُ الموجَعُ |
ولمّا نهضتَ بدفعِ الخطوبِ | رضيتَ بما لم يكنْ يُدفَعُ |
وقدماً عهدناك ثبت المقام | وإن هبت العاصف الزغزعُ |
ولِمْ لا وأنتَ امرؤٌ في الصِّعابِ | إلى رأيه أبداً نرجعُ |
وقد علمت سورة الحادثاتِ | إن صفاتك لاتصدعُ |
وأنَّ جَميمَكَ لا يُخْتَلى | وأنَّ قِلالَكَ لا تُفرَعُ |
وإنْ فَنِيَتْ في الرِّجالِ الحلو | مُ كان إلى حلمك المَفْزَعُ |
هوَ الدَّهرُ ينقضُ ما يَبْتنيهِ | جهاراً ويحصدُ ما يَزرعُ |
وأخطأَ مَن قال: إنَّ النِّسا | وإن يعطنا فبما يمنعُ |
ونحن بنو الأرض تغتالنا | وتأكلنا ثمَّ لا تشبَعُ |
فدارٌ تغصُّ بسكانها | ءَ أهلون للفَقْد أو مَوضعُ |
وآتٍ يجيىء ولم ندعُهُ | وماض يمر ولا يرجعُ |
وإنى منك مهما يصبكَ | يصبني وفي مروتي يقرعُ |
وكيف يميز ما بيننا | ويجمعُنا الحسَبُ الأجمعُ؟ |
ويرفَعُنا فوقَ هامِ الرِّجالِ | عَرينٌ لنا دونَهُمْ مُسبِعُ |
وإِنّا التَفَفْنا بسِنْخِ الرَّسولِ | فتطلُعُ منه كما أطلُعُ |
فكم ذا لنا خاطبٌ مصقعٌ | وكم ذا لنا عالمٌ مقنعُ |
ولمّا كرَعتُك دونَ الأنامِ | رويتُ وطاب لي المكرعُ |
وفقدُ النِّساءِ كفقدِ الرِّجال | يحزُّ إذا حزَّ أو يقطعُ |
فلا زالَ ما بَيْننا كالرِّيا | جادت له سحبٌ همعُ |
ولا ساءَني فيك مَرَّ الزّمان | مرأى ولا رابني مسمعُ |