أيُّ ناع نعاهُ لي أيُّ ناعِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أيُّ ناع نعاهُ لي أيُّ ناعِ | لارمى اللهُ شعبه بانصداعِ |
لم يَرُعْني وطالما أتْرَعَ النّا | عون فينا قلوبنا بارتياعِ |
لا ولا موجِعاً لقلبي بما قا | ل ولكنْ داوَى به أوجاعي |
ولقد قلتُ إذْ سمعتُ الذي كنـ | ـتُ أُرَجِّي: للَّهِ دَرُّ النَّاعي! |
خبرٌ مبهجٌ لقلبى وقد كا | نَ كئيباً، مؤرِّج لرِباعي |
لم أزل مبغضاً لكلِّ نذيرٍ | للمنايا حتّى نعاه النّاعى ! |
أمْتَعَ القلبَ بالبشارة لازا | ل مُحَيّاً بالسُّؤْلِ والإمتاعِ |
ولو أنّي استطعتُ شاطرتُ عمري | ثمَّ ذخرى ومتعتى ومتاعى |
فلَهُ والحقوقُ تُلفَى وتُرعَى | كلُّ حقٍّ عليَّ غيرُ مُضاعِ |
وبوُدِّي أنْ لم يكن ليَ تعريـ | لَمِ داءً لَسَيِّدُ الأوجاعِ |
قد مضى معدنُ النّفاقِ وأصلُ الـ | ـمَيْنِ عنّا ورأسُ كلِّ خِداعِ |
والّذى كنتُ فى قناعٍ فلمّا | ضلَّ هُلْكاً ألقيتُ عنِّي قِناعي |
ـخيرُ في ضِيقة ٍ ولا في اتّساعِ | وثويتَ الثّرى فطوّلتَ باعى |
وَرَمَتْني السِّهامُ منكَ ولكنْ | لم تَضِرْني واللَّهُ مِن أدراعي |
كلُّ شكري لأنَّني نلتُ ما كد | ـتُ أُرَجِّي باللَّهِ لا باصطناعي |
وكُفِيتُ المكروهَ منك وَشيكاً | بدفاعِ الإله لا بدفاعى |
وامتلا رَبْعيَ الجديبُ منَ الخِصْـ | ـب كما أشتهيه لا بانتجاعى |
وقراعُ الإلهِ عنّى َ أغنى | يا خليلي كما تَرى عن قِراعي |
ورمى الله فى ظلامك لمّا | غَشِيَ النّاسَ كلَّهمْ بانقشاعِ |
ولَئِنْ بِنْتَ واغتربتَ فما عنـ | ـدك شوقي ولا إليك نِزاعي |
ومتى ما سئلتُ عنك فقولى : | لارعاهُ في طَرْفِهِ مَنْ يُراعي |
وقلوبٌ حشين فى الموت بالّلو | عاتِ ما خُرْنَ فيك بالإلتِياعِ |
لك نزرٌ من كلّ خيرٍ فإنّى | كِلْتُ للشّرِّ وحدَه بالصَّاعِ |
إنّ غدراً ثوى فلم تخلُ أضلا | عكَ منه ما اجتاز فى أضلاعى |
وغروري بك الغداة َ كما غَرْ | رَ سرابٌ بوَمْضِهِ اللمَّاعِ |
وإذا ما علقتهُ فعلوقى | بجنابٍ هاعٍ لعمرك لاعِ |
لم يكنْ بينَ ماكرهتُ وما أحْـ | ـبَبْتُ إلاّ وقتٌ قصيرُ السَّاعِ |
وكفاني الإلهُ شَرَّ امرىء ٍ ليـ | س يراعى من التّقى ما أراعى |
إن علواً لا يستحقّ كسفلٍ | وارتفاعاً لا ينبغى كاتّضاعِ |
ليت ما كان بيننا لم يكن كا | ن قديماً من إلفة ٍ واجتماعِ |
بعتنى بالرّخيص من غير أن أنـ | ـكثَ عهداً أو أنْ يحين بياعى |
وسيدرى من باعنى بحقيرٍ | أيُّ غَبْنٍ عليه مِن مُبْتاعي |
وإذا ماجهلتَ فخري وجُودي | بين كفّيك طاب فيه ضياعى |
ضاعَ ودِّي مَن لم يكنْ أهلَ ودِّي | وشقى ٌّ غادٍ بودٍّ مضاعِ |
كان مثلَ الضّياحِ فى القاعِ طوراً | وحَكى تارَة ً ثُغاءَ الرَّاعي |
وعلى ذا مضى الزّمانُ فحى ٌّ | غيرُ ساهٍ وميِّتٌ غيرُ داعِ |
كيف قدّرتَ أنّنى من أناسٍ | قدتهمْ نحو حينهمْ باختداعِ ؟ |
حاشَ للَّهِ أنْ أكونَ سريعاً | ومجيباً من الورى كلَّ داعِ |
وغَبينٌ مَن هاجَ منِّي لساناً | مثلَ حدِّ الحسامِ يومَ المصاعِ |
ورجا والرّجاءُ نحسٌ وسعدٌ | لَيَّ رُمْحٍ يومَ الوغَى بِيرَاعِ |
وتَعاطَى جهالة ً منه تَرويـ | ـعَ جَنانٍ ما كانَ بالمرتاعِ |
ولوادٍ حللتَ فيه جديبٌ | بكَ نائي الإخصابِ والإمراعِ |
ليس فيه إلّا الجنابُ لراجٍ | يرتجيهِ أو الهشيمُ لراعِ |
وصدى ً لم يَطُفْ به قطُّ إرْوا | ءٌ وجوعٌ لم يروِ بالإشباعِ |
بين وهدٍ غبرِ المتون وهيها | تَ وِهادٌ مغبرَّة ٌ من قِلاعِ |
ليس يرميه آملٌ برجاءٍ | لا ولا يَنْتحيهِ سعيٌ لساعِ |
وإذا ما أُلفِيتَ فيه فما يلـ | ـقاك إلّا بباخلٍ منّاعِ |
مجثمُ اليأسِ والقنوط فما فيـ | ـهِ مَزارٌ لجاثلِ الأطماعِ |
وبودّى أنْ لم يكن لى َ تعريجٌ إليه ولا عليه اطّلاعى | عليه اطِّلاعي |
وإذا ما بقيتَ فاجتنبِ الغا | بَ محلَّ الرّدى ومطوى السّباعِ |
ودعِ الإغترارِ بالسّلمِ فالسّلـ | ـمُ طريقٌ إلى ركوبِ القِراعِ |
أنّنى وحدى َ الّذى لو تأمّلـ | ـتَ ملأتُ الوادي بغُرِّ المساعي |
واتّباعى ما كان قطُّ لخلقٍ | وأولو الفضلِ كلُّهمْ أتباعي |
وغبينٌ مَن ليس يعلمُ شيئاً | بعيانٍ يرى ولا بسماعِ |
أيُّ فضلٍ في العقل غيرُ مُطاعٍ | وانتفاعٌ بالقلب ليس بواعِ ؟ |
وإذا ما مررْتُ يوماً على قبـ | ـرِك؛ شرِّ القبورِ في شرِّ قاعِ |
قاتُ لا مسّكَ النّسيمُ ولا اعتا | دك نوءٌ من واكفٍ همّاعِ |
وعَداك السّلامُ والرَّوحُ والرَّحْـ | مة ُ من فائضِ الجدا النّفّاعِ |
وسُقِيتَ العَذابَ لا العَذْبَ والزَّلْـ | ـزالَ تأتى به يدُ الزّعزاعِ |
وإذا جوزى َ الأنامُ فلا جو | زيتَ إِلاّ بالمؤلمِ اللّذّاعِ |