بِنَقا الرِّمْثِ من شَرافٍ غزالٌ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بِنَقا الرِّمْثِ من شَرافٍ غزالٌ | ضلّ عنّى وليس منه الضّلالُ |
لم تزلْ بي الأيّامُ حتّى لَوَتْهُ | عن لقائي والوشاة ُ والعُذّالُ |
والعُذَيْبَ العُذَيْبَ يا ركبُ فالقلْـ | ـبُ له بالعُذُيْبِ داءٌ عُضالُ |
كلّما قلتُ قد مضى عاد منه | وله ما يغبّنا وخبالُ |
من أناسٍ للوعدِ بينهمُ خلـ | نَ لياليَّ مُذْ نأيتُمْ طَوالُ |
إنْ تناءوا فليس منهمْ تدانٍ | أو تدانَوْا فليس منهمْ وِصالُ |
لا تلمْ ساكنَ الحجازِ بقلبٍ | فيه من أهلِ بابلٍ بَلْبالُ |
كدتُ أقضى يومَ الفراق " لبانا | تى َ " لولا أنّ المطايا عجالُ |
ليس يُجدي يا صاحبيَّ وقوفٌ | بطُلولٍ ولا يُرَدُّ سُؤالُ |
إنَّما الرَّبْعُ بالمقيمين فيهِ | وهو خلوٌ من ساكنيه مثالُ |
يابنَ حمدٍ ماذا صنعتَ بقلبى | حينَ سِيقتْ برَحْلك الأجمالُ؟ |
فُرقة ٌ صعبة ٌ كما انصدعَ القَعْـ | ـبُ بكفِّ الصَّدِي وفيه الزُّلالُ |
فحرامٌ على الجفونِ وقد غِبْـ | ـتَ كراها والدَّمعُ طَلْقٌ حَلالُ |
وبعيدٌ شعبُ الصداعِ فؤادٍ | رحتَ عنه مودَّعاً أو مُحالُ |
إنَّ للدَّهر يومَ فارقتَ بغدا | دَ عليها جريرة ً لا تُقالُ |
امّحى نورها فما هى إلاّ | ليلة ٌ غابَ عن دُجاها الهلالُ |
أنتَ فيها فى القرِّ شمسٌ وفى القيـ | ـظِ وحرِّ الهجيرِ أنتَ الظّلالُ |
يا لَحا اللهُ مَن أراك على النَّاْي | طريقاً للسّوءِ فيه مجالُ |
حِدْتَ عنه قبلَ التورُّطِ فيه | قلّما ينفع الوروطَ احتيالُ |
خبرٌ ضرّم القلوبَ وإنْ كا | نتْ رسولاً به إلينا الشّمالُ |
جاء من لامع الخلالِ كما يلـ | ـمعُ فى جانبِ البسيطة ِ آلُ |
قد غررنا به وكم غرّتِ النّا | سَ قديماً محاسنٌ وجمالُ |
قد بلوناك يابن حمدٍ على الخطْ | ـب تناهى وازورّ عنه الرّجالُ |
وخبرناكَ حاملاً فأَصَبْنا | كاهلاً لا تَؤودُهُ الأثقالُ |
وعرفناك لا تسائلُ يوماً | عن كلامِ الفحشاء كيف يقالُ |
واعترفنا طوعاً بأنّك فينا | إنْ بطشنا يميننا والشّمالُ |
ليس يَثني الزَّمانُ يا قومُ عمّا | ساءني في الذي أُحِبُّ مَقالُ |
كلَّ يومٍ يَروعُني من نواحيـ | ـه على الأمن فُرقة ٌ أو زَوالُ |
هالني فيك بالفراقِ وقد كُنْـ | ـتُ بما في صُروفِهِ لا أُهالُ |
وأراني، وليتَهُ ما أراني | كيف حالتْ من قبليَ الأحوالُ |
وتبيّنتُ أنّه ليس للدّنـ | ـيا صفاءٌ ولا لأمرٍ كمالُ |
وبقينا فيمن يملُّ ولكنْ | ليس يغنى عن الأسير الملالُ |
لا مقالٌ منهمْ يُرَجَّى ومَن ليـ | ـس مقالٌ منه فليس فعالُ |
وإذا أعوزَ التّجمّلُ فالإعـ | ـوازُ منه الإحسانُ والإجمالُ |
عدِّ يابن الحسين عن كلِّ من ليـ | ـسَ له في الكِرامِ عمٌّ وَخالُ |
ليس من داءِ حقدهِ ما دجى الّليـ | ـلُ وما أشرقَ الدُّجَى إبْلال |
ويُريكَ أنَّه يُرامي مراميـ | ـكَ وليستْ إلاّ إليك النّبالُ |
معشرٌ خوّلوا الكثيرَ وفيما | ينفقون الإنزارُ والإقلالُ |
لا يَخِفّون في الجميل ولا تُسـ | ـحبُ فى الخير منهمُ أذيالُ |
وتراهمْ يرضيهمْ أنْ يقلّوا | فى الأعادى وتكثرُ الأموالُ |
وكأنّ الآمالَ فيهمْ رسومٌ | دارساتٌ تَسْفي عليها الرِّمالُ |
أنتَ ما بينهُمْ غريبٌ وأَهلٌ | لك فى حبّهمْ كثيرٌ ومالُ |
فانجُ عنهمْ فما يُقيمُ على الخَسْـ | ـفِ وإنْ قيَّدوه عَوْدٌ حَلالُ |