أفي كلَّ يومٍ لي منى ً أستجدها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أفي كلَّ يومٍ لي منى ً أستجدها | وأسبابُ دنياً بالغرُورِ أودُّها؟ |
و نفسٌ تنزى ليتها في جوانحٍ | لذي قوة ٍ يسطيعها فيردها |
تَعامَهُ عَمْداً وهْيَ جِدُّ بَصيرة ٍ | كما ضلَّ عن عشواءَ باللّيل رُشدُها |
إذا قلتُ يوماً: قد تَناهَى جِماحُها | تجانَفَ لي عن منهجِ الحقِّ بُعْدُها |
و لي نقدها من كلَّ شرٍّ " وربما " | يكون بخيرٍ لا توفيه وعدها |
وأُحْسَبُ مَولاها كما يَنْبغي لها | و إني من فرطِ الإطاعة ِ عبدها |
ترى في لساني ما تشاءُ من التقى | ومِنْ حَسَناتٍ، ثمّ فعليَ ضدُّها |
و أهوى سبيلاً لا أرى سالكاً " بها " | كأنِّيَ أَقلاها وَغيري يَوَدُّها |
وأَنسى ذُنوباً لي أتتْ فاتَ حصرُها | حسابي وربّي للجزاءِ يَعُدُّها |
أُقِرُّ بها رَغماً وليس بنافعي | وقد طُويتْ صُحْفُ المعاذير جَحْدُها |
ولمّا تراءَتْ لي مَغبَّة ُ قبحِها | وعُرِّيَ عن دار المجازاة ِ بُرْدُها |
تَنَدَّمتُ لمّا لم تكُنْ لي ندامة ٌ | فألاَّ وفي " كفيَ " لو شئتُ ردها ؟ |
ولم أرَ كالدُّنيا تصُدُّ عن الّذي | يودُّ محبوها فيحسنُ صدها |
و تسقيهمُ منها الأجاجَ مصرداً | وكيفَ بها لو طابَ للقوم عِدُّها؟ |
تعلَّقتُها وَرْهاءَ للخَرْقِ نسجُها | وللمنع ما تُعطي وللحلِّ عقدُها |
يدالُ الهوى " فيها " مراراً من الحجى | و يقتادها صغراً كما شاء وغدها |
و ما أنصفتنا تظهرُ الصفحَ كلهُ | لجانٍ وفيما لا ترى العينُ حقدها |
أراها على كلِّ العيوبِ حَبيبة ً | فيا لِقلوبٍ قد حشاهُنَّ وُدُّها |
وحبُّ بني الدُّنيا الحياة َ مُسيئة ً | بهمْ ثلمة ٌ بالنفسِ أعوزَ سدها |
ألا يا أُباة َ الضَّيمِ كيفَ اطَّباكُمُ | وغيرُكُمُ يغترُّهُ الرِّفْدُ رِفْدُها؟ |
و كيف رجوتمْ خيرها " وإزاءكمْ " | طلائحُ أرْداهُنَّ بالأمس كدُّها؟ |
وقد كنتمُ جرَّبتُمُ غِبَّ نفعِها | و جرعكم كأسَ المراراتِ شهدها |
تعاقبَ فيكمُ حرها بعد بردها | فما ضَرَّها لو حَرُّها ثَمَّ بردُها؟ |
ولو لم تُنِلْكمُ كارهينَ نعيمَها | لما ضركم كلَّ المضرة ِ جهدها |
سَقَى اللهُ قلباً لم يَبِتْ في ضلوعِهِ | هواها ولم يطرقْ نواحيهِ " وجدها " |
ولم يَخشَ منها نحسَها فيبيتُهُ | على ظَمأٍ إلاّ محيّاهُ سعدُها |
تخفف من أزوادها ملءَ طوقهِ | فهانَ عليه عند ذلك فقدُها |