بني الحفيظة هل للمجد من طلبٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بني الحفيظة هل للمجد من طلبٍ | ليس الطِّعانُ له من أنجحِ السَّببِ؟ |
هزّوا إلى الحمد عِطْفي كلِّ سَلْهَبَة ٍ | تُبذُّ كلَّ سِراعِ الخيل بالخَبَبِ |
أُحبُّ كلَّ قليلِ الرَّيثِ في وطنٍ | مقسّمَ الفكر بين الكور والقَتَبِ |
إمَّا على صَهَواتِ الخيلِ موطِنُهُ | أو دارُهُ في ظهور الأينُقِ النُّجُبِ |
إنّي، وأصدَقُ قولٍ ما نطقتُ بهِ | أَرعَى منَ الوُدِّ ما أرعَى منَ النَّسَبِ |
ما عاقَني الحلمُ عن باغٍ عَنِفْتُ به | ولا نسيتُ الرضا في موطن الغَضبِ |
ولا خلطتُ بيأسٍ عن غِنًى طعمًا | ولا مزجتُ عُقارَ الجِّدِ باللّعِبِ |
ألستُ إنْ عدّ هذا الخلقُ خيرَهُمُ | لم يبرحوا بين جَدٍ ولي وبين أبِ؟ |
ما للنجومِ الّتي بانتْ تُطالعنا | من كلّ عالٍ "علا" كلَّ الورى حَسبي |
فقل لمن ضلّ مغروراً يفاخرني | ومالَه مثلُ عُجمي لا ولا عَرَبي |
أليسَ بينَ نبيٍّ مُرسَلٍ خُتِمَتْ | بهِ النبيّون أوْ صهرٍ له نسبي؟ |
بني المخَّلف ما استَمْتُمْ مراتبنا | حتَّى صَفحنا لكمْ عن تلكُمُ الرُّتَبِ |
ألِفْتُمُ الحلمَ منّا ثُمَّ طابَ لكُمْ | لمّا اشرأبَّتْ إليكم أنفُسُ الغضَبِ |
لولا دفاعيَ عنكمْ يومَ أمْطَرَكمْ | نَوْءُ السِّماكينِ أَشْفَيتمْ على العَطَبِ |
كم عندكمْ وبأيديكُمْ لنا سَلَبٌ | لكنّه لو علمتمْ ليس كالسَّلَبِ |
ملأتُمونا عقوقاً ثُمّ نحن لكمْ | طولَ الزّمانِ مكانَ الوالِد الحَدِبِ |
عَمَرْتُ ظاهركمْ جُهدي فكيف بما | أعيا عليَّ لكْ من باطنٍ خَرِبِ؟ |
وكمْ رضيتُ ولكنْ زِدتُكمْ سَخَطًا | وليسَ بعدَ الرِّضا شيءٌ سِوى الغَضَبِ |
وما تأمّلتُ ما بيني وبينُكمُ | إلاّ رجعتُ كظيظَ الصَّدرِ بالعجَبِ |