على مثل هذا اليوم تُحنى الرَّواجبُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
على مثل هذا اليوم تُحنى الرَّواجبُ | وتُطوى بضلٍ حيز فيه الحقائب |
حُبينا وأمّرنا به فبيوتُنا | لدُنْ قيل ما قد قيل فيه الأهاضبُ |
وطارتْ بما نلناهُ أجنحة ُ الورى | وسارت به في الخافقين الرّكابُ |
وقال أناسٌ ما رأوا لنا : | ألا هكذا تأتي الرّجال المواهبُ! |
ظفرتمْ بما لم نَحظَ منه بِنَهْلَة ٍ | ولذَّتْ لكم دونَ الأنامِ المشاربُ |
وبوّاكُمُ الشَّعبَ الذي هو ساكنٌ | رسول له أمرٌ على الخلق واجبُ |
فلما مضى مَن كان أمّرنا لَكمْ | أَتَتْنا كما شاءَ العقوقُ العجائبُ |
فقل لأناسٍ فاخرونا ضلالة ً | وهُمْ غرباءٌ من فخارٍ أجانبُ: |
متى كنتُمُ أمثالنا؟ ومتى استوتْ | بنا وبكم في يومِ فخرٍ مراتبُ؟ |
فلا تذكروا قُربى الرّسولِ لتدفعوا | مُنازعكم يوماً فنحنُ الأقاربُ |
ومن بعد يوم "الطّف" لا رحكٌ لنا | تَئِطُّ ولا شَعبٌ يرجِّيهِ شاعبُ |
وكنّا جميعًا فافترقْنا بما جَرى | وكم من لصيقٍ باعدَتْه المذاهبُ |
ونحنُ الرؤوسُ والشوى أنتمُ لنا | ومن دوننا أتباعُنا والأصحابُ |
لنا دونكم "عبّاسنا" و" عليّنا" | ومن هو نجم في الدُجُنَّة ِ ثاقبُ |
ولو أننا لم نُنه عنكم أتَتكمُ | سِراعاً بنا مقانبٌ وكتائِبُ |
وقومٌ يخوضون الرَّدى وأكفُّهم | تُناط ببيضٍ لم تخنها المضاربُ |
إذا طُلبوا لو يرهبوا من بسالة ٍ | ومَن طَلبوا ضاقتْ عليه المذاهبُ |
فما بيننا سِلمٌ ومن كان دهرَه | يكتّم ضغنا في حشاه محاربُ |
وقيلَ لنا: للحقِّ وقتٌ معيَّنٌ | يقوز به باغٍ وينجحُ طالبُ |
فلا تطلبوا مالم يَحتْ بعدُ حينُهُ | فطالبُ ما لم يقضِهِ اللهُ خائبُ |
فإنْ دُولٌ منكم مشين تبختراً | زمانًا فقد تمشَّى الطِّلاَحُ اللواغِبُ |
وإن تركبوا أثباج كلِّ منيفة ٍ | فكم حُطَّ من فوقِ العَليَّة ِ راكبُ |
فلا تأمنوا من نامَ عنكم ضرورة ً | فمُقْعٍ إلى أن يُمكنَ الوثبَ واثبُ |
كأنّي بهنّ كالدَّبا هبَّتْ الصَّبا | به في الفلا طوراً وأخرى الجنائبُ |
يحكّونَ أطرافَ القَنا بِنُحورهم | كما حكَّتِ الجِذلَ القِلاصُ الأجاربُ |
أَبِيُّونَ ما حَلّوا الوهادَ عنِ الرُّبا | وما لهم فيهمُ في حومة الجدب واهبٌ |
وكم منهمُ في غَمرة ِ الحربِ سالبٌ | وكم فيهمُ في حومة ِ الجدبِ الصّوائبُ |
وإني لأرجو أن أعيشَ إلى الَّتي | تحدّثنا عنها الظّنونُ الصّوائبُ |
فُتقضى ديونٌ قد مُطِلْنَ وتنجلي | دياجِرُ عن أبصارنا وغَياهبُ |
وتَجري مياهٌ كنَّ بالأمسِ نُضَّبًا | وتَهْمي كما شِئنا علينا السَّحائبُ |
وتُدرَكُ ثاراتٌ وتُقضى لُبانة ٌ | وتُنجَحُ آمالٌ وتؤتَى مآربُ |