رأيتُكُمُ تَجْنون ما قد غَرستُمُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رأيتُكُمُ تَجْنون ما قد غَرستُمُ | فلا تنكروه أنْ يكون ذعافا |
وعافوا القذَى أو فاكرعوهُ ضرورة ً | ومن لم يردْ إلاّ الأجاجة َ عافا |
ولا تحسبوا ما نحن نرأبُ كسرهُ | وفاقاً فعن قربٍ يعود خلافا |
ولا تأمنوا الأضغان وهى دفينة ٌ | فذو الحزمِ من هاب الغيوب وخافا |
فما نحنُ للأقدارِ إلاّ رَمِيَّة ٌ | يصبن صميماً أو يصبن شغافا |
وسيّانِ في تَضْييعيَ الحزمَ أنَّني | رهبتُ أماناً أو أمنتُ مخافا |
فما ليَ أُسقَى فيَّ أو في أصادِقي | كؤوساً دِهاقاً لم يكنَّ سُلافا؟ |
إذا صاحبي أضحَى سَقيماً منَ الأذى | فما سرَّني أنِّي أبِيتُ مُعافَى |
ولم أنجُ من سوءٍ أصابَ معاشرى | وعاج بخلٍّ أرتضيه وطافا |
دعونى َ منكمْ لا تردّون طالباً | ولم تلبسوا إِلاّ الغرورَ عِطافا |
وكم ذا أريدتْ بالهوانِ بيوتكمْ | فلمْ تجعلوا من دونهنَّ سجافا |
ولو كنتُمُ لمّا غمزتُمْ قناتَكُمْ | على أَوَدٍ أَوسَعْتُمُوهُ ثِقافا |
وداويتُمُ الأدواءَ وهْيَ ضعيفة ٌ | فكم من قويّاتٍ نَشَأْنَ ضِعافا |
لقيتم كما شئتم وسئناه فيكم | ولكنّ أمراً جلَّ أن يتلافى |
كأنَّكُمُ رَكْبٌ على دوِّ قَفْرَة ٍ | يُزَجِّي مطايا للنَّجاءِ عِجافا |
بمَهْلَكَة ٍ خِرِّيتُها هالكٌ بها | وكم مرَّة ٍ شمَّ التّرابَ وسافا |
إذا هَيْقُها مدَّ الجناحَ فإنَّما | إماءُ بنى لخمٍ مددنَ طرافا |
سَقى اللهُ أقواماً مضَوا لسبيلهمْ | وقد ملؤوا سُبْلِّ الطِّماعِ عَفافا |
لهم في ندى ً سِيلوهُ أو بدؤوا بهِ | أكفٌّ يناولن النّوالَ جزافا |
أجابوا أنوفَ الموتِ رغمَ أنوفنا | فماذا جنى ذاك الهتافُ هتافا ؟ |