من ذا الطبيبُ لأدوائى وأوجاعى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
من ذا الطبيبُ لأدوائى وأوجاعى | أو الرّفيق على همّى وأزماعى ؟ |
قد كنتُ جلداً ولكنْ ربَّ أقضية ٍ | خَلَطْن جَلْداً على البلوَى بمُلتاعِ |
ياصاحبي يومَ رامَ الدَّهرُ مَنْقصتي | وراعَ منِّي جَناناً غيرَ مُرتاعِ |
قم سلِّ قلبى َ عمّا فى بلابلهِ | ففيهِ ما شئتَ من سُقْمٍ وأوجاعِ |
ليس اللّسانُ وإن أوفتْ براعتهُ | مترجماً عن جوًى ما بين أضلاعى |
إذا سَقَى اللَّهُ أجزاعاً على ظمإٍ | فلا سقى اللهُ هذا العامَ أجزاعى |
ولا رَمَيْنَ على جَدْبٍ بأَنْدِية ٍ | ولا صببنَ على محلٍ بإمراعِ |
إنِّي مُقيمٌ على كُرهٍ بناحية ٍ | غرثى المسالك من طيبٍ وإمتاعِ |
فى معشرٍ ما لجانٍ منهمُ أدبٌ | كهمجة ٍ مالها فى القاعِ من راعِ |
كم حَمَّلونيَ ثِقْلاً لا نُهوضَ بهِ | وكلّفونى َ فعلاً غيرَ مسطاعِ |
بدّلْ بلادك إمّا كنتَ كارهها | داراً بدارٍ وأجراعاً بأجراعِ |
كم ذا المقامُ على هونٍ ومهضمة ٍ | وقارصٍ من يدِ الأقوامِ لذّاعِ |
وأسهُم من مقالٍ ما يحصِّنُ مِن | خُدوشِهنَّ بجلدي نسجُ أدراعي |
أأحملُ الضّيمَ والبيداءُ معرضة ٌ | وفى قرا النّابِ أقتادى وأنساعى ؟ |
ومِلْءُ كفِّي طويلُ الباع معتدلٌ | أو مقبضٌ لرقيقِ الحدّ قطّاعِ |
إنْ لم أثِرْهُنَّ عن وادي الخَنا عَجِلاً | فلا دعانى إلى يوم الوغى داعِ |
لِمَنْ خَبَأْتُ إذا لم أنجُ عن سَعَة ٍ | مافي النَّجائبِ من حثٍّ وإيضاعِ |
إنْ لم يُنَجِّك سعيٌ عن مقرِّ أذى ً | فيالحا اللهُ مايَسعى له السّاعي |
قالوا: قنعتَ بدون النَّصْفِ قلتُ لهمْ: | هيهاتَ ما باختياري كان إقناعي |
ما زال صرفُ اللّيالى بى يطاولنى | حتّى رخصتُ على عمدٍ لمبتاعِ |
خيرٌ من الذّلِّ فى قصرٍ نمارقهُ | مبثوثة ٌ منزلٌ للعزّ فى قاعِ |
إنْ كنتَ حرّاً فلا تَدنَسْ بذي طمعٍ | ولا تبتْ بين آمالٍ وأطماعِ |
ولا تَعُجْ بيسارٍ دونَهُ مِنَنٌ | تَجنيهِ من كفِّ إخضاعٍ وإضراعِ |
لا أشبعَ الله مَن أُلْهُوا وما علموا | عن المعالي بإرواءٍ وإشباعِ |
غرّوا بحبل من السّرّاءِ منتكثٍ | وبارقٍ من غنى الأيّامِ لمّاعِ |
وكلّما طمِعوا في النَّيلِ أو حذروا | تطارحوا بينَ ضرّارِ ونفّاعِ |
حلفتُ بالبيت طافتْ حوله زمرٌ | جاءوه أنضاءَ إعجالٍ وإسراعِ |
وبالمُحَصَّبِ حطَّ المُحْرِمون بهِ | والبدنُ ما بين إلقاءِ وإضجاعِ |
ومَن بجَمْعٍ وقد ألقَى الكَلالُ بهمْ | هناكَ أجسادَ طُلاَّعٍ وضُلاَّعِ |
والقومُ في عرفاتٍ يُرسلون إلى | محو الجرائرِ منهم دعوة َ الدّاعى |
لأمطرنَّ على الآفاقِ عن كثبٍ | من عارضٍ بدمِ الأجوافِ لمّاعِ |
بكلِّ ندبٍ عن العوراءِ منقبضٍ | نزاهة ً وعلى الأهوالِ طَلاّعِ |
يهوى إلى الذّكرِ ولاّجاً مخارمه | هُوِيَّ نجمٍ منَ الخضراءِ مُنْصاعِ |
قلْ للعدا قد مضى رفقى بهمْ زمناً | فحاذروا الآنَ غِبَّ الحكم إيقاعي |
لمْ تشكروا من نسيمى ما هببتُ به | وليس بعدَ نسيمي غيرُ زَعزاعِ |
أبعدَ حى ٍّ على الجرعاءِ كنتُ به | مَلآنَ من دافعٍ سوءاً ومنّاعِ |
عمى ٌ عن الفحش صمٌّ عن مقالتهمْ | على ثواقب أبصارٍ وأسماعِ |
طاروا فطالت بهمْ كفّى إلى وطرى | ونالَ مالم ينَلْه قبلَه باعي |
أمنى بمن ليس من عدّى ولا ثمدى | ولا يكيلُ بمُدٍّي لا ولا صاعي |
لولا احتقاريَ فيهِ أن أُعاقبَهُ | أطرتهُ بين تيّارى ودفّاعى |
حتّى متى أنتَ يا دهرى تسابقنى | بعاثِرٍ، وتُساميني بدَعْدَاعِ |
من كلِّ عارٍ من المعروفِ منكبهُ | هاعٍ إذا غرتَ فى تفتيشه لاعِ |
أستودعُ اللهَ مَنْ شَطَّ الفراقُ بهِ | عنّى ولم يقضِ تسليمى وتوداعى |
لولا المصيبة ُ فيه ما اهتدَتْ أبداً | هذي الخطوبُ لإحزاني وإجزاعي |
تقولُ مِن بعدِه عيني وقد أرِقَتْ: | يا قومُ أينَ مضَى غُمضي وتَهجاعي؟ |
يانفسُ إمّا مَقِيلٌ رأسَ شاهقة ٍ | أو قعصة ٌ بالعوالى فوق جعجاعِ |
خافي ملاماً بلا عذرٍ لصاحبهِ | ولا تخافى الذى ينعى به النّاعى |
فإنَّما المرءُ في الأيّامِ مُحتَبَسٌ | على الرّدى بين أطباقٍ وأنساعِ |