إنيّ الشجاع وقد جزعتُ كما ترى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنيّ الشجاع وقد جزعتُ كما ترى | منّي الغداة َ بمصرع ابن شجاعِ |
ساقت مصيبته إليَّ بلابلي | سَوْقاً وأَلقتني إلى أوجاعِ |
فالماءُ من عينَيَّ يقرح ناظري | طَوَعَ النَّوى والنّارُ في أضلاعي |
ووددت لو تغنى الودادة في الردى | أنّ التكذبَ مايقول النّاعي |
ومنَ العجائب أنني ضَنّاً بهِ | رملتهُ ورميته في قاعِ |
ويسوءني أني أراهُ في الثرى | يَبْلى وأمريَ فيهِ غيرُ مُطاعِ |
بيفاعِ مشرفة ٍ وهل يغني الفتى | سلبَ الحياة مقيلهُ بيفاعِ؟ |
في ممرعٍ خضلٍ وما أغنى أمرأً | في اللحد عن خصبٍ وعن إمراعِ |
أعزِزْ عليَّ بأنْ توفّاكَ الرَّدى | وأصمَّ سمعَكَ عن مقالِ النَّاعي |
وأردتُ حِفظَك في الضَّريح وإنَّما | صَيَّرتُ شِلْوَكَ في يَدَيْ مِضياعِ |
خرقاء تأكل لالجوعٍ كلَّ من | يُهدَى إليها الموتُ أكْلَ جِياعِ |
مَن لي تُرَى مِن بعدِ فقدِك صاحبٌ | أُلقي إليه متى أردتُ بَعاعي |
ومن المطيلُ تمتعي بغرائبٍ | مِنْ بَثِّهِ ومَن المقصِّرُ باعي |
وإذا دنا الأجلُ المقدَّرُ للفتى | لم أنجه منه وضاع دفاعي |
وقواطعي وهي الحداد كليلة ٌ | عنه وَنَبْعي فيه مثلُ يَراعي |
وأنا الطويلُ يداً فإن مدّ الردى | نحوي يداً منهُ تَقاصَرَ باعي |
كم ذا تغالِطُنا الحياة ُ ونَنْثني | منها بخدعة مائن خداعِ؟ |
أينَ الذين عَلَوْا على هامِ العُلا | وتبوءوا بالمجد خيرّ رباع؟ |
الباذلين لما حَوَتْهُ خِيامُهمْ | والواهبينَ لِما يسوقُ الرَّاعي |
فَسَقَتْ ترابَك يا حُسينُ بواكِرٌ | تَرمي الدِّيارَ بعارِضٍ هَمّاعِ |
وكأنَّ لَمْعَ بُروقِهِ هِنْدِيَّة ٌ | مسلولة ٌ جنح الدجى لقراعِ |
وكأن زمجرة الرعود خلالهُ | دَوْحٌ تقصَّفَ أو زئيرُ سِباعِ |
ودفاعُ ربِّك عنك شرَّ عقابهِ | ن سيءٍ خيرٌ من الدفاعِ |