تُطالبُني نفسي بما غَيرُهُ الرِّضا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تُطالبُني نفسي بما غَيرُهُ الرِّضا | وأيُّ الرجال نفسُهُ لا تطالبُهْ؟ |
وما زلتُ مغلوبَ الهوى ، وسفاهة ٌ | على عاقلٍ أنّ الهوى منه غالبُهْ |
ولم تكُ إلاّ في جميلٍ مآربي | ومن ذا الذي لا تسُستزَلُّ مآربُهْ |
واعلم أنّ المرء يطويه لَحْدُهُ | ومنشورة ٌ سقْطاتُه ومعايبُهْ |
وليس بمَيْتٍ من مضى لسبيله | ولمّا تَمُتْ آثارُهُ ومناقبُهْ |
ومن لم تهذبْه تجاريب دهره | فما ضرَّه ألاّ تكونَ تجاربُهْ |
"وأقنع" من خِليّ "بظاهر" ودّه | وليس بحَلْيٍ ما تضُمُّ ترائبُهْ |
وإني ممّنْ إنْ نبا عنه منزلٌ | نبا ونجتْ عنه عجالاً ركائبُهْ |
ولستُ بمستبقٍ صديقاً تجهّمتْ | نواحي مُحيّاهُ أو أزورَّ جانبُهْ |
ولا عاتبٌ يوماً عليه فإنما | صديقُك مَنْ صاحبتَهُ لا تُعاتِبُهْ |
ولا خيرَ في مولى ً يعاطيك بِشْرِه | وفي صدرهِ غِلٌّ تَدِبُّ عقاربُهْ |
ولا صاحبٌ لي إنْ كشفتُ ضميرَه | ودِدْتُ وِداداً أنني لا أصاحبُهْ |
وفضلُ الفتى ما كانَ منه وفَضلة ٌ | على مجدهِ، آباؤه ومَناسبُهْ |
خَلصتُ خلوصَ التِّبرِ ضُوعفَ سبكُهُ | وطاحتْ به أقذاؤُه وشوائبُهْ |
ليَ الشاهقاتُ الباسقاتُ من الذُرا | في مَحتِدي هاماتُه غَواربُهْ |
وكم طالبٍ ليَ فُتُّه وسبقتُهُ | ولم ينجُ منّي هاربٌ أنا طالبُهْ |
وراقَبني كلُّ الرِّجالِ بسالة ً | وما فيهمُ منْ بتُّ يوماً أراقبُهْ |
وقد عَلم الأقوامُ لمّا عراهُمُ | منَ الدَّهر خَطبٌ لا تُرَدُّ مخالبُهْ |
وضلّتْ وجوه الرّأي عنه فلم تَبِنْ | لراكبهِ بالرُّغم أينَ مذاهِبُهْ |
بأنِّيَ فيهِ الرُّمحُ بل كسنانِهِ | أو السَّيفُ لا تَنْبو عليهِ مضاربُهْ |
وكم موقفٍ في نصرِهم قمتُ وسْطَهُ | وما زالَ مسْدودًا عليَّ مهاربُهْ |
وسيلٍ من الموتِ الزُّؤام حميتُهمْ | شذاه وقد سالتْ عليهم مذانبُهْ |