أرشيف المقالات

متحفظ جدا على ما يكتبه البعض تعليقا على تفوق المتفوقين من طلاب ثانوية عامة والمجاميع العالية التي حصلوا عليها 
كلمات تقال على سبيل الهزار تارة وعلى سبيل الواقعية المفرطة تارة أخرى 
كلمات من نوعية هتعمل إيه يا ابني بالتفوق
آخرك طبيب بألفين جنيه وبدل عدوى ١٩ جنيه
يا ابني انس مافيش فايدة ولا فيه قيمة لشيء    

وهكذا تتوالى مثل هذه الجمل وتزداد وتيرتها كل عام وكأننا نتفنن في إحباط أولادنا وتسفيه كل نجاح يصلون إليه    
الحقيقة إن النجاح هيفضل نجاح حتى لو تأخرت ثمرته أو حتى لم تأت
صحيح هو نجاح مرحلي وصحيح ما بعده قد يكون أهم لكن ما لزوم التقليل منه
شاب أو فتاة اجتهدوا وسهروا وتعبوا وحققوا هدف مرحلي 
ليه ما تسيبوش يتبسط ويفرح؟!
ليه مصمم تعكنن عليه وتقلل من قيمة اللي عمله
هو ما اختارش إنه يكون مصري أو إنه يكون جزء من المنظومة البايظة اللي إحنا عايشين فيها ومع ذلك هو أو هي اجتهد واجتهدت وقدروا ويواجهوا ضغوط نفسية ومجتمعية وتعليمية قاسية وتفوقوا وحققوا اللي سعوا إليه    
فكرة النجاح نفسها والقدرة على تحقيق هدف وما يكتسبه الناجح من ثقة وإصرار وأمل تعينه على ما هو قادم = هي في حد ذاتها فكرة عظيمة وتستحق أن ترسخ وأن يهنأ أصحابها    
أعرف زملاء لم يكن لهم تاريخ في التفوق قبل ثانوية عامة لكن كان تفوقهم فيها بداية لحياة واعدة اكتسبوا من خلال تفوقهم في تلك النقطة ثقة ساعدتهم بعد ذلك على التميز وظل التفوق دوما حليفهم    
ممكن حضرتك تنصحهم بمسار إنت شايفه أفضل
ممكن تفيدهم بتجربتك عشان ما يقعوش في نفس أخطائك
ممكن توجههم لخلاصة خبرتك 
لكن مش لازم أبدا تحبطهم أو تكسر مجاديفهم اللي لسة بتتكون    
وعلى فكرة ممكن تفوقه يستمر ويكمل ويبقى حاجة كويسة حتى بالمسار اللي مش عاجبك ده وجوة البلد دي
صحيح ده بقى صعب شوية وبيزداد صعوبة لكنه يظل ممكنا والنماذج كثيرة وموجودة
سيبه يا أخي جايز يقدر وجايز يفلت من المصير اللي حضرتك مصمم إنه غالبا هيوصل له    
ويا سيدي لو مش قادر تبارك له وتبارك لها وتفرح معاهم خلاص أجل إحباطاتك شوية لحد حتى ما يخلصوا فرحتهم بإنجازهم المرحلي    
ألف مبروك لكل ناجح وربنا يتمم لكم نجاحكم في كل مراحل حياتكم وآخرتكم..
ويسر الله لكل من جانبه التوفيق المرة دي وبإذن الله يعوض وطول ما هو عايش وفيه نفس فالفرصة لسة موجودة المهم ألا ييأس