لعلّ زماناً بالثوية راجع
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لعلّ زماناً بالثوية راجع | مضَى وهْوَ في قلبي مدى الدَّهر رابعُ |
تذكَّرْتُ نجداً ذُكْرَة ً فكأنما | تحمل رأسي مائل الرأس ظالعُ |
تعرَّقَتِ الرَّوحاتُ منه فَصيلَهُ | فماهو إلا أعظمٌ وأضالعُ |
وكيف بنجدٍ بعد أن مطينا | تسادَكُ بالغَوْرين منه الأكارعُ |
يطأن الرُّبا وطء النزيف فكلّما | هبطن الرُّبا سالت بهن الأجارعُ |
خليليّ هل رمى البلاد إليكما | برَحْليَ ممَّا شَفَّني اليومَ نافعُ |
وهل لي إلى من كنت أهواه منكما | وقد حرَّم الواشون جَدْواهُ شافعُ |
عشيَّة َ أغْرَوْا بي العيونَ وَسطَّروا | منَ الوَجْدِ ما تُمليهِ عنّي المدامعُ |
لقد ضلَّ قلبٌ باتَ في كلِّ ليلة ٍ | يُصادي بُنيَّاتِ الهوى ويصانعُ |
يصدُّ ويدنو بينَ يأسٍ ومَطمعٍ | فلا هو وصَّالٌ ولا هو قاطعُ |
فقل لأسيلات الخدود أتيننا | يخادعْنَ منِّي صاحباً لا يُخادَعُ |
أرَدْتُنَّ قلبي للهَوى وهْوَ مُتعَبٌ | فما فيه إِلاّ ما تجرُّ المطامعُ |
وقولٌ أتاني معرباً عن مودة ٍ | فجاء كما كانت تشاء المسامعُ |
وَلوجٌ إلى قلبي عَلوقٌ بخاطري | كما علقت بالراحتين الأصابعُ |
مديحٌتولّى الفكرُ تنميق نسجه | وليس كوشيٍ نمقته الصوانعُ |
كأنِّي لما أن مشت في مفاصلي | حمياه في نهي من الخمر كارع |
فيا عَلَمَ العلم الذي يُهتدَى بهِ | كما في السُّرى تهدى النجومُ الطوالعُ |
وألقيت منّا في مديحٍ نظمتهُ | على كاهلٍ لاتمتطيهِ الصَّنائعُ |
ومثلُك من قد كنتُ قبل وصالهِ | أحِنُّ اشتياقاً نحوَهُ وأنازعُ |
ولمّا رآني الدّهر لا أرتضي له | صنيعاً كدت منه عني الذرائعُ |
سقاني بك العَذْبَ الزُّلالَ وإنَّما | أطلتُ الظّما حتّى حلت لي المشارع |
وقد كنت لا أرضى نصيباً أصبتهُ | فإنّي وقلبي اليومَ منكنَّ وادعُ |
إذا ما رعاك اللهُ لي بحفاظِهِ | فلستُ أُبالي أنَّ غيرَكَ ضائعُ |
وما ضرَّ مَن فارقتُ من كلِّ نازحٍ | وقد لفّ لي شملاً بشملك جامعُ |
فدونك قولاً جاء عفوَ بديهة ٍ | وإن مقالاً لو تعمدت واسعُ |