أبا بكر تعرضتِ المنايا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أبا بكر تعرضتِ المنايا | لحتفك حين لا أحدٌ منوعُ |
وأوجَعني فراقُك من قريبٍ | وداءٌ لادواء له وجيعُ |
بكى قلبي عليك مكان دمعي | وكم باكٍ وليسَ له دموعُ |
كأنّك ماحللتَ بدارِ قومٍ | وأنت لودهم مرعى ً مربعُ |
وسَفْرٌ لا يحينُ لهمْ إيابٌ | ولايُرجَى لغاربِهمْ طُلوعُ |
وسادهمُ وإن كرموا رغامٌ | وأجداثُ القبور لهم ربوعُ |
نُصابُ بكلِّ مُقتَبِلٍ وهِمٍّ | فلا هذا ولاهذا يَروعُ |
وتَخدعُنا ظنونٌ كاذباتٌ | فيا الله مابلغ الخدوعُ |
وسبلُ اليأسِ واضحة ٌ لدنيا | ولكنْ ربَّما طمعَ الطَّموعُ |
فإنْ تَبْعَدْ فقد نَأَتِ الثُّريّا | وإن تذهب فقد ذهب الربيعُ |
وإنْ تَفْقِدْك حائرة ً عيونٌ | فلم تفقدكَ حانية ً ضلوعُ |
وإن يحرج مكانك من ترابٍ | فإنك ذلك الرحب الوسيعُ |
ومايبقَى بطيءٌ أخَّرَتْهُ | منيَّتُهُ فيُجزِعَنا السَّريعُ |
وما أبقى الزمان لنا أصولاً | فنطمع أن تدوم به الفروعُ |
وما الأيّامُ إلاّ حاصداتٌ | لما زَرعوا ونحنُ لها زُروعُ |
ولولا أنه أجلٌ متاحٌ | لقلتُ أسئَ منك بنا الصنيعُ |