كم ذا نخيبُ وتكذبُ الأطماعُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كم ذا نخيبُ وتكذبُ الأطماعُ | والنَّاسُ في دار الغرورِ رِتاعُ؟ |
فحوائمٌ لا تَرْتَوي وعَواطلٌ | لا تَحْتَلي وزخارفٌ وخداعُ |
في كل يومٍ للحوادث بطشة | فينا وأمر للمنون مطاعُ |
وإذا الردى قنص لفتى فكأنه | ماكان إبقاء ولاإمتاعُ |
والموت أملك بالورى وتعلة ٌ | هذا السقام وهذه الأوجاعُ |
وإذا تيقَّنّا الفراقَ لكلِّ مَن | نَهوى هواهُ فالسَّلام وداعُ |
ليسَ الرَّدى يا مَن يرومُ دفاعَه | ممَّا تُحاكُ لدفعهِ الأدراعُ |
وإذا الردى طلب النفوس فإنما | شد النجاء به وضاع قراعُ |
وصوارم الأسياف غير صوارم | والسمهريات الطوال يراعُ |
مالي أعلل كل يوم بالمنى | عيشاً وأشرى بالهوى وأباعُ |
كرع الحمام مبذر ومقدر | وخطا إليه مُجْبنٌ وشُجاعُ |
ثم استوى في حسو خمر كؤوسه الأملاك والسادات والأتباعُ | ـأملاكُ والسَّاداتُ والأتباعُ |
والناكصون المقدمون إذا دعا | أجلٌ بهم والمبطئون سراعُ |
والدَّهرُ يطعنُ بالرَّدى لا بالقنا | قَعْصاً ولا عَلَقٌ هناك يُباعُ |
يُبقي ويُفني ثم يسلبُ ماكساً | بالرغم فهو الملبسُ النَّزَّاعُ |
فذّ العطاء فإن يكن مثنى له | غلطاً فإنَّ الارتجاع رباعُ |
خير من المثرى فقيرٌ قانعٌ | ومن الشباع من الطعام جياعُ |
أو ماعلمت بأنّ ماأحرزتهُ | شلوٌ بأيدي الحادثات مضاعُ؟ |
وظننتَ ما أودعتَ في بطنِ الثَّرى | سِرّاً وسِرٌّ لا يُذاعُ مُذاعُ |
تبّاً لدارٍ أشعرتْ سُكَّانَها | أنْ ليس في طولِ المقامِ طَماعُ |
باع الجميعُ نعيمَهُمْ بشقائِها | بيع الغبين ولو دروا ماباعوا |
وإذا همُ اعتذروا إلى من لامهم | في الحرص قالوا: ماتراه طباعُ |
فانظرْ إلى مَن قصدُهُ ترفيهُهُ | في العيش كيفَ تكُدُّه الأطماعُ! |
أينَ الذين على القِنانِ قِبابُهمْ | ولهم تلاعُ المأثرات تلاعُ؟ |
من كلِّ مُعتَصِبِ المفارقِ لم يُطِعْ | بشراً وفي كلّ الأمور يطاعُ |
دَرَجوا وأضحَوْا بعد عزٍّ أقعَسٍ | ما إنْ لهمْ إلاّ الثَّرى والقاعُ |
وأزالهمْ عمَّا ابتنَوْهُ منَ البِنا | هذا الخَتولُ الباذلُ المنّاعُ |
ولقد فجعتُ وكلُّ من لم يصمهِ | سهمُ المنّية ِ زاره الإفجاعُ |
وارتعت للخطب الملّم بساحتي | ولقد عَمِرْتُ وغيريَ المرتاعُ |
وقرينة ٍ لمّا ألفتُ وصالها | انحى عليها الباترُ القطَّاعُ |
فَلَئِنْ هَوَتْ فَلَكَمْ هوَى في هذه الـ | ـخضراءِ عنّا كوكبٌ لمّاعُ |
ليتَ الذي عزمَ التَّرحُّلَ غفلة ً | ما كانَ منه على الفراقِ زَماعُ |
ولقد سبقت صيانة ً وديانة ً | ووراءكِ الطُّلاَّحُ والظلاّعُ |
رحبت بك الأجداث أجداثُ الثرى | وأعتاد قبرك هاطلٌ لمّاعُ |
وقضيتُ حقَّكِ إذا جعلتُك في حِمَى | قوم لهم دون النعّيم رباعُ |
صُقْعٌ لآلِ اللهِ آلِ نبيِّهِ | سَجدتْ له الأقطارُ والأصقاعُ |
فَرَقَ الزَّمانُ وما درَى ما بَيْنَنا | والدَّهرُ مِفراقٌ لنا مِجْماعُ |