سفاها تمادى لومها ولجاجها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سَفَاهَاً تَمَادَى لَوْمُهَا وَلَجاجُها، | وإكْثَارُها فيمّا رأتْ، وَضِجَاجُها |
وَنَبْوَتُها، إنْ عَادَ كَفّيَ عِيدُها، | وإنْ هَاجَ نَفسِي للسّماحِ هَياجُها |
هَلِ الدّهرُ إلاّ كربَةٌ وانجِلاؤها، | وَشيكاً، وإلاّ ضِيقَةٌ وانفِرَاجُهَا |
تَقَضّى الهُمُومُ لمْ يُلَبِّثْ طُرُوقُها | زَماعي، ولمْ يُغلَقْ عَليّ رِتَاجُها |
وإنّي لأُمْضي العَزْمَ، حتّى أرُدَّهُ | إلى حَيثُ لا يَلوي الشّكُوكَ خِلاجُها |
إلى لَيْلَةٍ، إمّا سُرَاهَا مُبَلِّغي | أجاوِدَ إخْوَاني، وإمّا ادّلاجُها |
وَمعا زَالَتِ العِيسُ المَرَاسِيلُ تَنبري، | فتُقْضَى لَدَى آلِ المُدَبِّرِ حَاجُهَا |
أُنَاسٌ، قَديمُ المَكرُمَاتِ وَحَدْثُها | لَهُمْ، وَسَرِيرُ العُجْمِ فيهمْ وَتَاجُها |
إذا خَيّمُوا في الدّارِ ضَاقَتْ رِبَاعُها، | وإنْ رَكبوا في الأرْضِ ثارَ عَجاجُها |
مَلِيُّونَ أنْ تُسْقَى البِلادُ غِيَاثَهَا | بأوْجُهِهِمْ حتّى تَسيلَ فِجَاجُهَا |
كأنّ، على بَغدادَ، ظِلَّ غَمَامَةٍ | بجُودِ أبي إسحاقَ يَهمي انْثِجاجُها |
تَرَبّعْتَهَا، فازْدادَ ظاهرُ حُسْنِها، | وأُضْعِفَ في لحظِ العُيُونِ ابتِهَاجُها |
فَلا أمَلٌ إلاّ عَلَيْكَ طَرِيقُهُ، | وَلاَ رُفْقَةٌ إلاّ إلَيْكَ مَعاجُها |
يَدٌ لكَ عِنْدِي قَد أبَرَّ ضِيَاؤُها | عَلى الشّمسِ حتّى كادَ يَخبُو سرَاجُها |
هيَ الرّاحُ تَمّتْ في صَفَاءٍ وَرِقّةٍ، | فلَمْ يَبقَ للمَصْبُوحِ إلاّ مِزَاجُهَا |
فإنْ تُلحِقِ النُّعْمَى بنُعْمَى، فإنّهُ | يَزِينُ اللآلي، في النّظامِ، ازْدِوَاجُها |
وَكنتُ إذا مارَسْتُ عندَكَ حاجَةً، | على نَكَدِ الأيّامِ، هَانَ عِلاَجُها |
وَلِمْ لا أُغَالي بالضِّيَاعِ، وَقَدْ دَنَا | عَليّ مَداها، واستَقَامَ اعوِجاجُها |
إذا كانَ لي تَرْييعُها واغْتِلاَلُها، | وَكَانَ عَلَيْكَ كلَّ عامٍ خَرَاجُها |