لا أرى بالعقيق رسما يجيب
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لا أرى بالعقيق رسما يجيب | أسكنت آية الصبا والجنوب |
واقف يسأل الديار، وعذل | في سؤال الديار أو تأنيب |
ولعمر الحبيب إن اقترابا | منه لو تستطيعه لقريب |
طرقت، والطروق، من حيث أمست | في بلاد أمسيت فيها، عجيب |
نية غربة، وشوق مقيم | وادع في حجاله محجوب |
بت ليل التمام أسهر بالوصـ | ـل بطيف الخيال وهو كذوب |
وأرانا على الوصال، وللهجـ | ـر علينا سرادق مضروب |
وأخ رابني فأضربت عنه، | أي إخوانك الذي لا يريب |
ورأيت الصديق يختان في الود، | كما اختان في الصفاء الحبيب |
حفظ الله جعفراً حيث تعرو | من صديق ملمة أو تنوب |
ما أبالي إذا أخذت بحبل | منه ما أجمعت علي الخطوب |
أريحي يشيد نائله البشـ | ـر إذا ما نعى النوال القطوب |
في محل من فارس ما يصاب الـ | ـكل فيه، ولا يحس الغريب |
دوحة من فروعها انشعب المجـ | ـد، وفي ظلها تلاقى الشعوب |
نجباء، ولم يكن يلد المر | ء نجيباً ما لم يلده نجيب |
قدمتهم على ذوي منتاهم | كرم يبهر النجوم وطيب |
مجد لا يزال منهم صريخ | كسروي إلى المعالي يصوب |
حيث ألفيتهم فثم جناب | ممرع حوله فناء رحيب |
وإذا غبت عنهم أبرح الوجـ | ـد، وأربي ضرامه المشبوب |
بأبي أنت، لا تسلني بحال | في دخيل الأحشاء منها وجيب |
أنا بالشام موطني غير أني | بعد عهد العراق فيها غريب |
نبوات من الصديق يروعـ | ـن جنابي كما يروع المشيب |
واجتهاد من العدو ودهري | طالب في السلاح أو مطلوب |
لا أزور الشآم غلا رقيب | لي على الخل أو علي رقيب |
يصدئ الدرع بردتي، وبستا | ني وراحي ذو الميعة اليعوب |
حيث لا يصطفى المليح من القو | م لأنس، ولا يراد الأديب |
قد أتتنا الأنباء عنك وعن منـ | ـبج حين المحل فيها جديب |
جئتها والسحاب فيها مغذ | فأريت السحاب كيف يصوب |
وتغولت جانب الليل في سر | ك، والليل فاحم غربيب |
ومن الحد في لقائك والحر | مان بعدي عنها وأنت قريب |
وعناد من حادث الدهر أن يحـ | ـضر أرضي مخيماً وأغيب |
مع شوق إليك تقدح في القلـ | ـب عقابيل بثه وندوب |
وتمن لأن أراك وأن يهـ | ـلك إذ ذاك من بلادي الرغيب |
فتراني يكون لي فيك حظ | من دنو أحيا به، ونصيب |
هو عهد من الليالي حميد | إن تهيا ونائل موهوب |
يـ ـابن عبد الغفار سرت مسيراً | أشرفت رغبة إليه القلوب |
إن دنا معبد أو انقاد آب | بتأتيك أو أجاب مجيب |
أو جرى في الذي تضمنت نجح | فهو ظني بك الذي لا يخيب |