أفق إن ظلم الدهر غير مفيق
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَفِقْ، إِنَّ ظُلْمَ الدَّهْرِ غَيْر مُفِيقِ | وَإِِنَّ رَفِيقَ الْبَثِّ شَرُّ رَفِيقِ |
تَشَعَّبُ بِي مُسْتَأْنَفَاتُ فُنُونِهِ | طَرِيقاً الى الأَشْجَانِ غَيْرَ طَرِيقي |
فَنَفْسي فَرِيقا قِسْمَةٍ ،أَغفلَ الهوى | فَرِيقاً ،وأَوْدَى شُغْلُهُ بِفرِيقِ |
وفي كَبِدِي نارُ اشْتِياقٍ كَأَنَّها | إِذا أُضْرِمَتْ لِلْبُعْدِ نَارُ حَرِيقِ |
لِذكرى زَمَانٍ بانَ مِنَّا بِنَصْرةٍ | وَعَيْشٍ مَضَى بالرَّقَّتَيْن رَقيقِ |
كَتَمْتُكَ لَمْ أُخْبِرْكَ عن ذُلِّ عاشقٍ | تَمادَى بهِ وَجْدٌ ، ودَلِّ عَشِيقِ |
وَإِنِّي بَرِيٌّ مِنْ وِدَادِ أَصادِقٍ | وِدَادُهُمُ بالغَيْبِ غَيْرُ صَدُوقِ |
شَبِيهانِ :إِحْسَاني بِهِمْ وإِسَاءَتي، | ومِثْلاَنِ : بِريِّ عِنْدَهُمْ وعُقُوقي |
أَقولُ، وَخَلَّى صاحِبايَ إِرادتي | وَقَدْ سَلَكا بالأَمْسِ غيرَ طَريقي: |
خُذاني عَلَى مِيمَاسِ حِمْصٍ فإِنَّني | إِلى خِلِّيَ الحِمصِيِّ جِدُّ مشُوقٍ |
أَشاقُ عَلَى العهْدِ القَديمِ،وأَبتْغِي | زِيادةَ قُرْبٍ مِنْهُ وَهْوَ لَصِيقي |
يَطُولُ بِكفٍّ في السَّماحةِ طَلْقةٍ | وَوْجَةٍ إِلى المُسْترْفِدِينَ طَليقِ |
له حَسَبٌ في الأَقدَمِين مُقَدَّمٌ، | ونابِهُ فَخْرٍ في الفخَارِ عَتِيقِ |
مَتَى اخْتُبِرَ الفِتيانُ عن حَمْلِ مُغْرمٍ | فَمِنْ عاجِز عن آدِهِ ومُطِيقِ |
وَجَدتُ شَقِيقَ الجُودِ دُونَهُمُ أَبَا | عَلِيِّ على عَلاَّتهِ ابْنَ شَقيقِ |
فَتىً لِدنِيِّ الأَمرِ جِدُّ مُباعِدِ | وبالخُلقِ المَرضىِّ جِدُّ خَلِيقِ |
أَعُدُّ بِهِ ذُخْرِي ليُسْرِي وعُسْرَتي، | ومُعْتَصَرِي في فَرْجَتي ومَضيفي |
وأدْنى بَني عَمِّي إِلَّي،وإِنَّما | دُنُوُّ ابْنِ عَمِّي أَنْ يَكُونَ صَديقي |