يا راكبا سنن الطريق اللاحب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا راكباً سنن الطريق اللاحب | ومقلقلاً خوص المطي اللاغب |
إن كنت مطلع الثغور فحي ما | خلف القصير ودون درب الراهب |
واخصص عراص الهاشمي فإنها | حلل لأبيض كالحسام القاضب |
يصفو له ودي، وترجف دونه | كبدي وتنبو عن أذاة مضاربي |
إيها ابا العباس، إني ملحق | بك خلتي وملين لك جانبي |
شغفا بقربك دون رأي المرتشي | ومودة لك فوق حسب الحاسب |
وإخالني متقرباً من شاسع | بوداده، ومواصلاً لمجانب |
أرعى الأمانة للمضيع وابتغي | حسن الأمانة من مول ذاهب |
وأصب منك على البعاد إلى أخ | حر الضمير من الصبابة شائب |
أبلغ أميرك وهو غاية كل ذي | أمل ومورد كل عاف قارب |
لا يكثرن عليك أمري إنني | لا أجعل الإفضال ضربة لازب |
عن صاحب السبب القوي وناشد | الحق المؤكد والذمام الواجب |
إما تعذر نائل من منعم | لم أنصرف عنه انصرافه عاتب |
ما كنت بالجشع الملح فأمتري | كدر البخيل، ولا السئول الطالب |
لكنني مهدي علا ومكارم | ومعير حظ مآثر ومناقب |
فلئن قبلت لقد سمعت ضرورة | ورأيت كيف سوائري وغرائبي |
وإن امتنعت فقد رأيت تصرفي | وبعيد همي واتساع مذاهبي |
لا اتبع الطمع القليل، ولا أرى | شرها إلى الأمل الضعيف الكاذب |
وإذا مسست بجفوة من زاهد | عديت عنه نحو آخر راغب |
والأكرمون وإن نأت أسبابهم | فهم ذوو ودي وأهل مناسبي |
شعر لقيت به العداة أصادقي | والأبعدين من الرجال أقاربي |
فاقض القضاء فأنت جد محكم | في العذر عندي والثناء الراتب |