لم تبلغ الحق ولم تنصف
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لمْ تَبلُغِ الحَقَّ وَلَمْ تُنْصِفِ | عَينٌ رَأتْ بَيناً، فلَمْ تَذْرُفِ |
مِنْ كَلَفٍ أنْ تَنقَضي سَاعَةٌ | يأتي بها الدّهْرُ، وَلَمْ أكلَفِ |
لا تَدَعِ الأحْشَاءَ، إلاّ لهَا | تَحَرُّقٌ، ذاتُ الحَشَا المُرْهَفِ |
يَضِيعُ لبُّ الصّبّ في لحظِهَا، | ضَيَاعَهُ في القَهوَةِ القَرْقَفِ |
وَصَفْوَتي الرّاحُ وَسَاعٍ بهَا، | فَدونَكَ العَيشَ الذي تَصْطَفي |
أحلِفُ بالله، وَلَوْلاَ الذي | يَعرِضُ مِن شَكّكَ لم أحلِفِ |
أقْبَلُ مِنْ مُؤتَمَنٍ خَائِنٍ | عَهْداً، وَلاَ مِنْ وَاعدٍ مُخلِفِ |
إذا الرّجَالُ اعتَمْتَ أجوَادَهمْ، | فاسمُ إلى الأشرَفِ، فالأشْرَفِ |
إدْفَعْ بأمْثَالِ أبي غَالِبٍ | عَادِيَةَ الدَّهْرِِ، أو استَعْفِفِ |
أرْضَاهُ للمُعْتَمَدِ المُشْتَرِي | حَظّاً، وَللمُخْتَبِطِ المُعْتَفي |
مِنْ شأنِهِ القَصْدُ، وَلَكِنّهُ | إنْ يُعْطِ في عارِفَةٍ يُسرِفِ |
لَوْ جُمِعَ النّاسُ لأُكْرُومَةٍ، | وَلَمْ يَكُنْ في الجَمْعِ لمْ نَكتَفِ |
وَوَقْعَةٍ للدّهْرِ بي لمْ أهِنْ | لحَزّهَا فيّ، وَلمْ أضْعُفِ |
ما كُنتُ بالمُنخَزِلِ المُختَتي | فيها، وَلا بالسّائِلِ المُلْحِفِ |
ضَافَتْهُ أُخْرَى مِثْلُها، فاغتدى | مُسانِدي، أوْ وَاقِفاً مَوْقِفي |
مُستَظْهِراً، يَحْمِلُ ما نَابَهُ | وَنَابَني في المَغْرَمِ المُجحِفِ |
يَزْدادُ مِنْ كَلّي إلى كَلّهِ | تَوْكِيدَ ثِقْلِ الرّاكِبِ المُرْدَفِ |
كَمْ رَفَعَتْ حَالي إلى حَالِهِ | يَدٌ، متَى تَخلُفْ غِنًى تُتْلِفِ |
غنِيتُ مِثْلاً لكَ في تَالِدٍ | مِنْ مالكَ الرَّغْبِ، وَمُستَطرَفِ |
وَهَهُنَا رُجْحَانُ حَالٍ عَلى | حالٍ ، فجُد بالعَفوِ، أوْ أسعِفِ |
عِنْدَكَ فَضْلٌ، فأعِدْ قِسْمَةً | تَرْجعُ في العِقْدِ، وَفي النّيّفِ |
تَجْعَلُهَا رِفْداً لمُسْتَرْفِدٍ، | أوْ سَلَفاً قَرْضاً لمُسْتَسْلِفِ |
هَلُمّ نَجْمَعْ طَرَفَيْ حَالِنَا | إلى سَوَاءٍ، بَيْنَنَا، مُنصِفِ |
وَمَا تَكَافَا الحَالُ إنْ لم يَقَعْ | رَدٌّ من الأقْوَى على الأضْعَفِ |