طرفٌ تعرَّض بعدَكُمْ لِهجوعِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طرفٌ تعرَّض بعدَكُمْ لِهجوعِ | لا زالَ شرقٍ بفيضِ دُمُوعِ |
وَجَوانِحٌ جَنَحَتْ لِغَيْرِ جَمالِكُمْ | لا بُشِّرَتْ مِنْ عَوْدِكُمْ بِرُجُوعِ |
يا غائبونَ وهم بُدُورٌ هَلْ لكم | أَنْ تَسْمَحُوا لِطُوَيْلعٍ بِطُلُوعِ |
أوطانُهُ ليستْ بأوطانٍ إذا | غِبْتُمْ وَلَيْسَ رُبُوعُهُ بِرُبُوعِ |
وإذا حللتُم في محلٍّ مُمحلٍ | كُسيتْ مَحَاسِنُهُ بكلَّ ربيعِ |
مَنْ لي بها قمريَّة ٌ قمريَّة ٌ | تسبيكَ بالمنظورِ والمَسمُوعِ |
زادتْ بطرَّة ِ شعرها المفروق فو | قَ جَبِينِها في حُسْنِهَا المَجْمُوعِ |
فَعَجِبْتُ مِنْ تِلْكَ الذَّوائِبِ بَعْضُهَا | المَحْمُولُ جَاذَبَ بَعْضَهَا المَوْضُوعِ |
قَدْ نُزِّهَ البَدْرُ المُنِيرُ وَوَجْهُهَا | والشمسُ بالتثليثِ عن تربيعِ |
بَخِلَ الخيالُ بِهَا وَزَارَتْ يَقْظَة ً | فَحَظِي بِهَا سَهَرِي وَخَابَ هُجُوعي |
وأَلذُّ ما كَانَ الوِصَالُ إذَا أَتَى | شَفْعاً كَمَا تَهْوَى بِغَيْرِ شَفِيعِ |
فَرَفَعْتُ عَنْ تِلْكَ العُقُودِ قِنَاعَها | شرهاً ولم أكُ دونُهُ بقنوعِ |
فتبسمتْ عنْ مثلِ ما في جيدِهَا | لُطفاً ففاضتْ للسُّرورِ دُموعي |
فَتَوَهَّمَتْ أَنِّي بَكَيْتُ تَخَضُّعاً | فتواضعتْ جبراً لفرطِ خُضوعي |
فَضَمَمْتُهَا ضَمَّ الِلمَامِ لِوَرْدِهَا | أَحْنُو عَلى مَجْمُوعِهَا بِجَمِيعي |
لَوْلاَ الضُّلوعُ ـ عَدِمْتَهُنَّ ـ مَنَعْنَنِي | لَجَعَلْتُهَا بِالضَّمِ تَحْتَ ضُلُوعِي |
مَا كَانَ أَحْلَى في المَزَارِ دُنُوُّهَا | لَوْ لَمْ تَشُبْهُ مَرَارَة ُ التَّوْدِيعِ |
كالرُّوحِ فِيهَا لِلنُفوسِ حَيَاتُها | ونِزاعُها إن آذنتْ بنزوعِ |
كَمْ مَيِّتٍ بَعْدَ الفِرَاقِ حَيَاتُهُ | في قُرْبِ حَيٍّ بالعَقِيقِ جَميعِ |
في منزلٍ كهلِ الثمارِ مراهِقِ الأز | هارِ مِنْ ثدي الغَمامِ رضيعِ |
عاقَتْ سريعَ نسيمهِ عذباتُهُ | بالميلِ فهوَ بهنَّ غيرُ سريعِ |
عُربٌ أعاجِمُ ورقُهُم تشدوا على | أَسْماعِهِمْ بالمَنْطِقِ المَسْجُوعِ |
يَحْمُونَ سُمْرَهُمُ بِسُمْرٍ مِثْلَهَا | في كُلِّ ضَنْكٍ لِلْكُمَاة ِ وَسِيع |
مُزجتْ دُموعُ العَاشقينَ بأرضهم | نَادَى العواذلُ فِيكَ غَيْرَ مُجَاوِبٍ |
بأبي بديعٍ راقني من قدِّهِ | والثَّغر بالتوشيحِ والتوشيعِ |
ودعوا إلى السلوانِ غيرَ سَميعِ | |
كمْ من معينِ للدُّموعِ بذلتُهُ | بمصونِ ربعٍ من حِمَاكَ منيعِ |
لَمْ أَدْرِ كَيْفَ كَسَرْتَ قَلْبِي وَهُوبَيْـ | ـتُ هَواكَ حَتَّى بَاتَ في التَّقْطِيعِ |