خذ مِنْ حَديثي ما يُغْنِيكَ عَنْ نَظَرِي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خذ مِنْ حَديثي ما يُغْنِيكَ عَنْ نَظَرِي | فَإِنَّه سَمَرٌ ناهيكَ من سَمَرِ |
كَمْ مِنْ أَبٍ قَدْ غَدا أُمّاً لِمَعْشَرِهِ | فأعجَبْ لإعطَاءِ لفظِ الأُمّ للذَّكَرِ |
وَناطِحٍ بقرونٍ لا قرون له | وكبش قومٍ بنقلِ العِلمِ مُشْتَهَرِ |
وَرُبّ حَامِلِ وِزْرٍ غَيْرَ مُجْتَرِمٍ | ولائطٍ وَهُوَ عَفُّ الذَّيْلِ والنَّظَرِ |
يدب للفرج أحياناً وآونة ً | منَ التَّخلُّفِ يأتي المُرْدَ في الدُّبرِ |
وضاربٍ لي أهواهُ وأكرمُهُ | أَراهُ يَحضُرُ عِنْدِي وَهْوَ في السَّفَرِ |
وكمْ بليدٍ بظهرِ الغيب حدَّثنا | وَذِي ذَكَاءٍ رأَيْناهُ مِنَ الحُمُرِ |
وَكَمْ بَدا عَاقِلٌ يَوْماً وَلَيْسَ لَهُ | فِكْرٌ وليسَ بمنسوبٍ الى البَشَرِ |
وكم نظرت لوجهٍ ليس في بدنٍ | وَكَمْ سَمِعْتُ بِصَخْرٍ لَيْسَ مِنْ حَجَرِ |
وربَّ ناظِمِ أشعارٍ وليسَ لهُ | شِعرٌ فهلْ مِثْلُ هذا سار في السِّير |
وَمُمْسِكٍ بِيَدَيْهِ النَّجْمَ يَقْلَعُهُ | وليسَ لِلمرْءِ نيل الأنجُمِ الزُّهُرِ |
ولابسٍ وهو عارٍ لا رداء لهُ | كسوته أطلساً من أخشنِ الشَّعَرِ |
وَعَابِدينَ مِنَ المِحْرَابِ قَد هَربُوا | ترَى المَسيحُ يُوافِيهمْ على قدرِ |
وَمُدْبِرِينَ وَما وَلُّوا ولا اجْتَرمُوا | وَيُنْسَبُونَ بلا شكٍّ إلى دبَرِ |
وَصالِحينَ رأيتُ الخَمْرَ عِنْدَهُم | قَدْ حَلَّلُوهُ بِلا خَوْفٍ ولا حَذَرِ |
وسَالِحينَ وما زالتْ طَهارَتُهُمْ | وآمِنينَ وَقَدْ أَمْسُوا ذوي خَطَرِ |
وَتَاركٍ كَرْشاً في البَيْتِ مُنْفرداً | من بطنِهِ وهو لا يخشى مِنَ الضَّرَرِ |
وَجَالِسِينَ على ظَهْرِ الهَرِيسَة ِ قَدْ | وافاهُمُ السّمْنُ ما فيها مِنَ الشَّجَرِ |
ونازِلِينَ بِأَرْضٍ قَدْ أَصَابَهُمُ | غَيْمٌ بِلا بَلَلٍ والقَوْمُ في مَطَرِ |
وتابعينَ إماماً وهُو مِن خَشَبٍ | وَقَدْ يُؤنَّثُ في وَصْفٍ وفي خَبَرِ |
عجائبٌ ما لها حَدٌ فَقُلْ وَأَطِلْ | إن شئت أو فاقتصِدْ في القولِ واقتصِرِ |
كأَنَّها لاِبْنِ يَعْقُوبٍ صِفات عُلاَ | لِذَالَ إحصاؤها أعيا على البشرِ |