فَضَحْتَ جِيدَ الغَزَالِ بالجَيَدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فَضَحْتَ جِيدَ الغَزَالِ بالجَيَدِ | وَفُقْتَهُ بالدَّلالِ والغَيَدِ |
وَكُنْتَ أَوْلَى مِنَ الغُصُونِ بِما | يُعْزَى لأَعْطافِهَا مِنَ المَيَدِ |
لستُ أطيعُ العذُولَ فيكَ عَلَى | غَيٍّ لَدَيْهِ وَلاَ عَلَى رَشَدِ |
لا أنت مِمَّنَ يدي على كَبدٍ | أتلفها بل يدي على كبدي |
يا ساقياً مهجتي كؤوسَ هوى ً | وسائقاً مُقْلَتِي إلى السَّهَدِ |
وَمُودِعي صَبْوَة ً أَوَائِلُهَا | يُقَصِّرُ عَنْهَا أَوَاخِرُ العَدَدِ |
عِنْدِي مِنَ الوَجْدِ ما بِهِ أَجَلِي | يَفْنَى وَلَمْ أُبْدِهِ إلَى أَحَدِ |
قَدْ نَضَجَتْ مُهْجَتي هَوى ً فإذَا | قَالَتْ قِدْ للغَرَامِ قَالَ قِدِي |
وَجَدْتُ مِنْكَ القَلَى بِلاَ طَلَبٍ | فكمْ طَلَبْتُ اللّقا فلم أجِدِ |
أَوَّلُ عَهْدِي بالحُبِّ فِيكَ غَدَا | آخِرَ عَهْدِي بالصَّبْرِ والجَلَدِ |
يا شعرهُ قد أعنتَ ليلي في الطّو | ل على ناظريَّ فاتئَّدِ |
وأنتَ يا خَدَّهُ نُسِبْتَ الى الـ | ـرّقّة إلا عَلى أخي الكَمَدِ |
وأنتَ يا طرفهُ السَّقيمَ أما | تَرْحَمُ مَا قَدْ حَكَاكَ مِنْ جَسَدي |
يميل قلبي لرشفِ ريقتِهِ | من أين للنَّارِ نسبة ُ البَرَدِ |
هَلْ لِقَتِيلِ الخُدُودِ مِنْ دِيَة ٍ | أَو لِطَعِينِ القُدُودِ مِنْ قَوَدِ |
يا من لحظِّي ما راحَ منعكساً | إلا بِهَجْرٍ في الحُبِّ مُطَّرِدِ |
تالله يا ليلي الطَّويلَ لقدْ | قَصَّرْتَ فَلَمْ يَعْدْ يُفِدِ |
حسبي وحسبُ الهَوَى وَحَسْبُكَ مَا | يَفْعَلُه الهَجْرُ بِي فَلاَ تَزِدِ |
يَا نَاسِياً عَهْدِي القَدِيمَ وَمَا | غَيْرُ هَواهُ يَمرُّ في خلدِي |
أين اللَّيالي وأنت عندي قد | حواكَ طرفي وأنتَ طوعُ يَدِي |
حَيْثُ أُنادي وأَنْتَ مُبْتَسِمٌ | يا عَيْنُ رُودِي وَيَا شِفَاهُ رِدِي |
واليومَ لي أدمعٌ تسَرِّبُ في الـ | ـخَدِّ كَوَرَقٍ في كَفِّ مُنْتَقِدِ |
لقد نوى العاذلُ المُسيءُ بِنا | بِظاهِرِ النُّصْحِ وباطِنِ الحَسَدِ |