لا غَرْوَ إنْ هَزَّ عِطْفي نَحْوَكَ الطَّرَبُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا غَرْوَ إنْ هَزَّ عِطْفي نَحْوَكَ الطَّرَبُ | قَدْ قَامَ حُسْنُكَ عَنْ عُذْرِي بِمَا يَجِبُ |
مَا كَانَ عَهْدُكَ إلا ضَوْءُ بَارِقَة ٍ | لاحت لنا وطوت أنوارها الحُجُبُ |
تَمِيلُ عَنِّي ملالاً مَا لَهُ سَبَبٌ | سِوَى اعْتِرَافي بِأَنِّي فِيكَ مُكْتَئِبُ |
فَرَاعني في ودادٍ كُنتُ رَاعيهُ | أَنّي بَعُدْتُ وَغَيْرِي مِنْكَ مُقْتَرِبُ |
لِلْعَيْنِ عِنْدَكَ رَاحَاتٌ مُوَفَّرة ٌ | وَلِلْفُؤَادِ نَصِيبٌ كُلُّهُ نَصَبُ |
فإنْ عَشِقْتَ فَهذا الحُسْنُ لِي وَطَرٌ | وإنْ سَلَوْتَ فهَذَا الهَجْرُ لي سَبَبٌ |
لكنَّ لي حسنُ ظَنٍّ أن يعيدكَ لِي | ذَاكَ الحَياءُ وَذَاكَ الفَضْلُ والأَدَبُ |
وَبَيْنَنَا مِنْ عَلاقاتِ الهَوَى ذِمَمٌ | وَمِنْ رِضَاعَة ِ أَخْلاَقِ الصِّبَا نَسَبُ |
قِسْنِي وَقُساً وَقَيْساً مَنْطِقاً وَهَوى ً | وانْصِفْ تَجِدْ رُتْبَتي مِنْ دُونِها الرُّتَبُ |
ولا يغرنَّكَ مِنْ فوديَّ شيبهما | فَصُبْحُ عَزْمِي بادٍ لَيْسَ يَحْتَجَب |
كَمْ مَهْمَهٍ جُبْتُه واللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ | ووجهُ بدرِ الدُّجَى بالغنيمِ مُنتقِبُ |
أقولُ والبارقُ العُلْوِيُّ مُبتسِمٌ | والرُّيحُ مُعْتَلَّة ٌ والغَيْثُ مُنْسَكِبُ |
إذا سَقَى حَلَبٌ مِنْ مُزْنِ غَادِيَة ٍ | أَرْضاً فَخُصَّتْ بِأَوْفَى قَطْرِهِ حَلَبُ |
أَرْضٌ إذا قُلْتَ مَنْ سُكَّان أَرْبُعِها | أجابَكَ الأَشرفَانِ الجُودُ والحَسَبُ |
قومٌ إذا زُرْتَهُمْ أصْفوكَ وُدَّهُم | كأَنَّما لَكَ أُمٌّ مِنْهُمُ وأَبُ |