عولمة أم امركة؟ (2)
مدة
قراءة المادة :
16 دقائق
.
المسلمون والعالم
عولمة أم أمركة؟
الخلق الأمريكي! !
(2)
بقلم: حسن قطامش
تحدث الكاتب في الحلقة الماضية عن استقرار أمريكا نموذجاً يقتدى به في
نفوس شرائح من مجتمعاتنا، ثم تحدث عن الشهادات من بعض رموز المجتمع
الأمريكي حول ضرورة ريادتهم للعالم، ثم بدأ في تصفح التاريخ الأمريكي محاولاً
الكشف عن أصل هذا المجتمع، ويواصل الكاتب في هذه الحلقة إيضاح جوانب
أخرى من الموضوع. ...
...
...
...
...
... ...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
- البيان - الاستقلال عن بريطانيا أعظم المفاخر الأمريكية: يلخص الأمريكيون منجزاتهم الكبيرة وأمجادهم في ثلاثة أمور: الاستقلال، الاتحاد، الدستور؛ وأهمها على الإطلاق: الاستقلال عن التاج البريطاني. وأصبحت وثيقة الاستقلال وثيقة تاريخية يجب أن يعرفها الكبير والصغير على حد سواء؛ ولخاصية هذه الوثيقة نعرض نصوصاً منها لأهميتها ومناسبتها في موضوعنا. عندما يصبح ضرورياً في سياق الأحداث البشرية أن يفصم شعب الروابط السياسية التي كانت تربطه بشعب آخر، وأن يحتل بين دول الأرض المكانة المنفصلة والمتساوية التي تؤهلها له قوانين الطبيعة، ورب الطبيعة، فإن الاحترام اللائق لرأي الجنس البشري يطالبه أن يعلن الأسباب التي أجبرته على الانفصال. ونحن نؤمن بأن هذه الحقائق بدهية (وأن جميع البشر خُلقوا متساويين، وأن خالقهم حباهم بحقوق معينة غير قابلة للإسقاط أو التنازل عنها، من بينها: حق الحياة، والحرية، وطلب السعادة) . وتاريخ مُلك بريطانيا العظمى تاريخ إضرار متكرر، واغتصاب مستمر، هدفه الثابت المباشر هو الطغيان المطلق على هذه الولايات..
فلقد أنشأ عدداً كبيراً من المناصب الجديدة، وبعث هنا أسراباً حاشدة من الموظفين والضباط لإرهاق شعبنا، واستنزاف أقواتنا وأبقى بين ظهرانينا في وقت السلم جيوشاً دائمة بدون موافقة الهيئات التشريعية، وجعل العسكريين مستقلين، وفي مكانة أرفع من السلطات المدنية، وعمل مع آخرين لجعلنا خاضعين لولاية قانونية غريبة على دستورنا! ! ولا تعترف بها قوانيننا بأن وافق على قراراتها التشريعية المزعومة. ولأنه أقام أي الحاكم البريطاني قوات مسلحة كبيرة بين ظهرانينا، وحماهم بمحاكمات هزلية في العقاب على جرائم القتل التي يمكن أن يقترفوها ضد أهالي هذه الولايات، ولأنه قطع صلاتنا التجارية مع كل أنحاء العالم، ولأنه حرمنا في حالات كثيرة من مزايا المحاكمة أمام محلفين، ولأنه نقلنا وراء البحار لنحاكم على جرائم مزعومة، ولأنه نزع منا مواثيقنا، وألغى أثمن قوانيننا، ولأنه فعل كل هذا، فقد أعلن أننا محرومون من حمايته، وشن الحرب علينا، لقد نهب بحارنا وسلب سواحلنا، وأحرق مدننا، ودمر حياة شعبنا، وهو في الوقت ذاته ينقل جيوشاً ضخمة من الأجانب المرتزقة ليُتم أعمال الموت والتخريب والطغيان التي بدأها فعلاً بوسائل القسوة والخيانة التي لا يوجد لها مثيل في أشد عهود الهمجية. لقد أجبر الحاكم البريطاني مواطنينا الذين أسرهم في أعالي البحار أن يحملوا السلاح ضد وطنهم، ويصبحوا جلادين لأصدقائهم وإخوتهم، وأن يقتلوا أنفسهم بأيديهم..
وقد أثار الشقاقات الداخلية في ما بيننا، وحاول أن يستقدم سكان حدودنا الذين لا يعرفون الرحمة والذين لا قانون لهم إلا الحرب، والقضاء على جميع الأعمار والأجناس والأحوال. وفي جميع هذه المظالم، قدمنا الالتماسات للإنصاف بكل تواضع وخضوع، ولكن كان الجواب الوحيد على التماساتنا المتكررة هو الإساءة المتكررة، ولم نكن في أي وقت من الأوقات مقصرين في حق إخواننا البريطانيين، فقد أنذرناهم بين وقت وآخر بمحاولات مجلسهم التشريعي أن يمد سلطة ولايته علينا، وذكرناهم بظروف هجرتنا واستقرارنا هنا، وناشدنا عدالتهم ونخوتهم الفطرية، أن يستنكروا هذه الاعتداءات التي لا بد أن تفصم روابطنا وصلاتنا؛ ولكنهم أيضاً صموا آذانهم عن صوت العدالة، ورابطة الدم. من أجل ذلك لا بد لنا أن نذعن لحكم الضرورة التي تملي علينا الانفصال، ونجعلهم كما نجعل بقية العالم أعداء في الحرب، أصدقاء في السلم. لذا فإننا نحن ممثلي الولايات المتحدة في مؤتمرنا العام، المجتمع هنا نُشهد (الله جل ثناؤه) على صواب مقصدنا، ونعلن باسم شعب هذه المستعمرات (الطيب) ! وبسلطاته، أن هذه المستعمرات المتحدة، هي في حقيقتها وبموجب حقها ينبغي أن تكون ولايات حرة مستقلة، وأنها تحررت من كل ولاء للتاج البريطاني، وأن كل الروابط السياسية بينها وبين دولة بريطانيا العظمى قد انفصمت تماماً، وأنها من حيث هي ولايات حرة مستقلة لها كل السلطات الكاملة في شن الحرب، وإقرار السلم وعقد المحالفات، وإنشاء العلاقات التجارية، وإتيان كل الأعمال والأمور التي يحق للدول المستقلة أن تمارسها. وتدعيماً لهذا الإعلان، معتمدين بثبات وعزيمة على حماية العناية الإلهية نتعاهد تعاهداً متبادلاً على صيانة أرواحنا، وشرفنا المقدس) . بقراءة سريعة لهذه الوثيقة، ودون علم بأنها وثيقة استقلال الأمريكيين عن التاج البريطاني نظن لأول وهلة أنها على سبيل المثال من الشعب العراقي، أو الليبي، أو على أسوأ تقدير الشعب الكوبي، ولكن أن تكون ذات صلة بالأمريكيين فهذا أمر مستبعد إلى أقصى درجة، قد يقول قائل: تغير الأحوال والصراعات العالمية، جعلها تعدل من مبادئها، والسياسة لا مبدأ لها، قد نسلم بهذا الافتراض إن كان هناك زمن كبير بين هذه الوثيقة، وبين التبدلات الجذرية التطبيقية لها.
ولكن أن تكون هذه الوثيقة كتبت في وقت مُورِسَ خلاله أبشع صنوف التصفية وأشدها همجية ضد صاحب الأرض الحقيقي، فهذا يجعلنا نلقي بالوثيقة برمتها في مزبلة التزييف والتضليل السياسي. ونستعرض الآن للتدليل على ذلك نموذجين وقعا خلال كتابة الوثيقة، بل وقبلها وبعدها، ثم نرى: هل هناك ما يدعو لأن تفاخر أمريكا بهذه الوثيقة؟ أم أن ما جاء فيها هو خاص بشعب الله المختار فقط؟ ولعل ذكر هذه النماذج عقب الوثيقة التي يفاخر بها الأمريكيون يسقطها برمتها إلى حضيض التزييف التاريخي للحقائق التي ما يزال الكثير منها ماثلاً ولم يُمْحَ من الذاكرة. الأول: النموذج الهندي..
الأحمر: الشعب الأصلي الذي عاش في أمريكا قبل الاستعمار الأوروبي لها ليسوا هنوداً، وليسوا حمراً، ولكن هكذا راق للمحتلين أن يسموهم، وهم الذين عُبر عنهم في الوثيقة بـ (سكان حدودنا الذين لا يعرفون الرحمة، والذين لا قانون لهم إلا الحرب والقضاء على جميع الأعمار والأجناس والأحوال) . ونتساءل أولاً: مَنْ صاحبُ الأرض الحقيقي؟ ونتلوه بسؤال آخر: ألم يكونوا (بشراً متساوين، وأن خالقهم حباهم بحقوق معينة غير قابلة للإسقاط أو التنازل عنها والتي من بينها: حق الحياة والحرية وطلب السعادة؟) أم أن هذا خاص بالشعوب الناطقة بالإنجليزية المستحقة لحماية الله؟ ! لقد استعمل الأمريكان لتطهير الأرض التي احتلوها من شعبها أبشع الوسائل والطرق التي لا تقارن بها (أشد العهود الهمجية) وعندما وطئت أقدام المستوطنين الأرض الجديدة كان بها نحو مليون هندي، وكانت العلاقات في بادئ الأمر ودية، ولكن المهاجرين أخذوا يستولون على الأراضي بشكل متزايد، فبدأ ينشب القتال بين الجانبين، كان هذا قبل الاستقلال عن التاج البريطاني، وقد يعزوه الأمريكيون إلى بريطانيا العظمى! ! وبعد الاستقلال عقدت (الحكومة الأمريكية) عدة معاهدات مع الهنود، وتعهد الهنود بالحفاظ على السلم مع المهاجرين، غير أن كثيراً من هذه المعاهدات كانت تخرق؛ وذلك بسبب دخول المهاجرين إلى أراضي حددت للهنود، ونتج عن ذلك حروب في منتهى الشراسة ومنها معركة (بيكووت) التي شنت لمقتل أحد المستوطنين، وأحرق فيها 700 هندي، وقبض على معظم من تبقى من الهنود وعرضوهم للبيع بسوق النخاسة في (برمودا) ، والجدير بالذكر أن الأمريكيين في هذه الموقعة اتفقوا مع بعض القبائل الهندية ليتعاونوا معهم على قتل إخوانهم الهنود، وقد زعم الأمريكيون في وثيقتهم أن الحاكم البريطاني أجبر إخوانهم الأسرى على حمل السلاح ضد وطنهم، وأصبحوا جلادين لأصدقائهم وإخوتهم! ! وكان هذا الذي حدث للهنود عقب كتابة الوثيقة. وأصدرت الحكومة الجديدة بعد ذلك قانوناً بإزاحة الهنود من أماكنهم إلى غربي الولايات المتحدة؛ وذلك لإعطاء أراضيهم للمهاجرين، وكان ذلك عام 1830م، وهُجّر إلى المناطق الجديدة أكثر من 70.
000 ألف هندي، فمات كثير منهم في الطريق الشاق الطويل، وعرفت هذه الرحلة تاريخياً بـ (رحلة الدموع) . لم يكتف الأمريكان بذلك، فلم يمض وقت طويل حتى أخذ المهاجرون في الاندفاع نحو الغرب متوغلين في الأراضي التي خصصت للهنود، وكان مما زاد الطين بلة أن اكتشف الذهب في هذه المناطق، فرحل كثير من عباد المال إلى هناك، وكانوا يقتلون الحيوانات البرية التي كان الهنود يعتمدون عليها في طعامهم، وقاتل الهنود دفاعاً عما تبقى من الأرض، ولكنهم هزموا في نهاية الأمر؛ ولكن للإنصاف والعدل فقد كانت الحكومة الأمريكية عادلة ومنصفة! ! إذ نقلتهم من هذه الأرض إلى أماكن مخصصة (مستوطنات مغلقة) ! ! انخفض عدد الهنود بعد هذه المراحل من الحرب والتشريد والطرد إلى 350 ألفاً فقط، أي أُبيد على يد الأمريكيين 750 ألفاً، وكان هذا هو الرأي الأمريكي في تقرير مصير الشعب الهندي الأحمر! الثاني: النموذج الأفريقي..
الأسمر: وتزامناً مع الحالة الهندية كان الزنوج يُنتزعون من الساحل الغربي لأفريقيا، وكانت تجارة الرقيق تقوم بها مجموعات كبيرة من الشركات والأفراد الأمريكيين، وكانت هذه التجارة تدر أرباحاً وثروات هائلة؛ إذ كان العبيد يباعون مقايضة مقابل التبغ والأرز! ! وكانوا بطبيعة الحال يعملون أشق الأعمال وأخطرها، ويُحرَمون من كل شيء، حتى الذي ورد في وثيقة الاستقلال.
ومع بداية سنة 1850م بلغ عدد العبيد 3.
200.
000 مليون من بين سكان أمريكا الذين كان عددهم 23 مليوناً، وكان الرق غالباً في الجنوب الأمريكي، وبدأت دعوات في الشمال تطالب بإلغاء الرق، وكان ذلك في بداية عام 1861م، وكان سكان الجنوب الذين يرفضون إلغاء الرق يقارب عددهم 9 ملايين شخص منهم 3.
5 مليون عبد، أي أن لكل شخصين من البيض شخصاً من العبيد، وانفصلت الولايات الجنوبية عن الاتحاد، وبدأت الحرب الأهلية الأمريكية (حرب الأشقاء 1861 1865م) ونذكر نموذجاً واحداً من معارك هذه الحرب، وهي معركة (جتسبيرج) التي سقط فيها خلال ثلاثة أيام فقط 45.
000 ألف أمريكي ما بين قتيل وجريح ومفقود وأسير! ! واغتيل بعدها (إبراهام لنكولن) قبل أن يحسم الخلاف على الرق. أمريكا..
نموذج علماني شامل: أمريكا قارة بكر عذراء، مواردها هائلة، أراضيها شاسعة، بعيدة عن العالم القديم، فلم تستنزف ثرواتها في حروب كبيرة ولا احتلال، فالخير الذي أودعه الباري (عز وجل) فيها ما زال بوفرته، وهو ما ساعد على قيام دولة كبيرة غنية، تستغني عن غيرها، وهذه العوامل ساعدت أمريكا على الظهور كقوة كبيرة في العالم. هذه القارة الجديدة الهائلة كانت مطمع المهاجرين الأوروبيين، وكان الذين سبقوا بالاستيطان يراسلون ذويهم وأصدقاءهم قائلين: هلموا إلى أمريكا..
لقد وجدنا شوارعها مفروشة ذهباً، وكان كما ذكرت عدد كبير من أولئك من مجرمي الحروب ونزلاء السجون وتجار الرقيق والباحثين عن الذهب والمال، وقد وجدوا في الأرض الجديدة متنفساً كبيراً عن الذي عايشوه في أوروبا، من كبت واضطهاد، وفرصة كذلك للثراء، فرصة لأن يكونوا أمة شابة تقف أمام قارتهم الهرمة، فأنشأت هذه العوامل هذه النفوس، وعملت هذه النفوس على إحياء مبدأ واحد فقط: (المصلحة) ، فمن مصلحة المهاجرين إبادة الشعب الأصلي للأرض كي لا يكون للأرض صاحب آخر يفجر الثورات، فنقلوا هذا الشعب إلى..
العالم الآخر! ! واقتضت المصلحة كذلك انتزاع شعب آخر من أرضه قهرياً، واستعباده في الأرض الجديدة..
شعب يعزل عن أرضه أفريقيا ويزرع هناك، بلا هوية، بلا دين، بلا صلات، فنقلوه كذلك من دنيا إلى ...
دنيا أخرى لا يرتبط معها بأي رابط. واقتضت المصلحة كذلك أن تفتح الأرض الجديدة على مصراعيها لشذاذ الآفاق من كل الدنيا للعمل على إحياء الأرض الجديدة؛ ولكن شريطة التخلي عن الدين والعرق والأخلاق.
الشرط الوحيد للبقاء لهذه الفئة من الناس: أن تذوب ذوباناً كاملاً في ذلك المجتمع، تعمل فقط، تأكل فقط، تتلذذ بما شاءت..
فقط. ولهذا وغيره كانت أمريكا نموذجاً مثالياً للعلمانية الشاملة، فهي أرض بدأت من الصفر، بدأ الحياة فيها قوم لا خلاق لهم، كان أكبر همهم هو التخلص من الثقافة الأوروبية والنمط الأوروبي الذي كان يمثل لهم نمطاً من احتلال الأرواح والأجساد معاً؛ لذا كانت نشأة أمريكا متحررة من كل شيء، تبيح لشعبها كل شيء، فلم يكن (لنشأتها) وازع ديني يمنعها من التحرر، ولا أخلاق تحكم التصرفات، حتى أولئك الذين هاجروا إليها من غير الأوروبيين كانوا على استعداد للذوبان فيها، كونهم هربوا من مجتمعاتهم، فكان شعورهم كشعور المستوطنين حين تركوا أوروبا. إن فهم تلك الأبعاد للنشأة الأمريكية هام جداً وضروري جداً لكي يكون مستحضراً ونحن نتعامل مع هذا النموذج المسيطر، وحتى لا نعجب أو نغتر أو يصيبنا الجزع ونحن نرى هذا الانتفاش الهش.
إن الشيء الوحيد الذي يهتم به الأمريكي هو مصلحته، وأن يعيش مستمتعاً: يأكل بشراهة، يشرب كأنه لم يذق الشراب من قبل، المهم أن يستمتع، وهذا مما أشارت إليه (الواشنطن بوست) في افتتاحيتها عقب الإعلان عن فوز (كلينتون) بالرئاسة الأمريكية مرة أخرى قائلة: (الأمريكيون مهتمون فقط بأمور الزبدة والخبز، ويعتبرون النظام السياسي..
مجرد جهاز إداري، إن هذه النزعة لتهميش الوظيفة السياسية المؤسساتية تفسر إعادة انتخاب الأمريكيين لـ (كلينتون) رغم وعيهم لتجاوزاته الأخلاقية؛ لأن همهم أن يكون رئيساً إدارياً جيداً، وليس نموذجاً للأخلاق والمثالية) . كذلك هناك النزعة التوسعية المتأصلة في النفس الأمريكية، وعقلية المستوطن المحتل الذي يقيم حياته على رفات غيره من البشر؛ هذه العقلية التوسعية، صارت كذلك مدعاة للفخر والمباهاة، ففي الحوار الذي أجرته مجلة (أتلانتك) ونشرت مجلة (المجلة) جزءاً منه مع د.
(بنجامين سوارتز) الخبير في الاستراتيجية الأمريكية في معهد السياسة العالمية في (نيويورك) أجاب عن السؤال التالي: لماذا تريد أمريكا أن تحكم؟ فأجاب: ربما السؤال الصحيح، لماذا تظن أمريكا أن من واجبها أن تحكم العالم؟ والإجابة هي أن التوسع جزء من التراث الأمريكي، في الماضي كان التوسع جغرافياً بتأسيس ولايات أمريكية في مناطق الهنود الحمر، حتى وصلنا إلى المحيط الهادي، ثم أسسنا ولاية في جزر (هاواي) ، ثم وقفنا أمام طموح الآسيويين أنفسهم، ولهذا تحول التوسع الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية وخلال الخمسين سنة الماضية..
إلى توسع اقتصادي. وللحديث بقية.