يا أبا الفضل كلما قلتَ شعراً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا أبا الفضل كلما قلتَ شعراً | فيه أودعتَ من بيانك سحرا |
وإذا ما بعثتَ غائص فكرٍ | في بحور القريض أبرزتَ درّا |
كم تعاطيتَ غاية ً جئتَ فيها | سابق الحلبتين نظماً ونثرا |
لكَ حرٌّ من النظام رقيقٌ | ورقيق النظام ما كان حرّا |
إن تصفحته تجد كل شطرٍ | فيه يحوي من المحاسن شطرا |
لفِّ في نشره بديع القوافي | ببديع ترويه لفَّاً ونشرا |
كلِمٌ كله سباثكَ تبرِ | ما سبكن الأفكار شرواه تبرا |
صغته باهرَ المعاني فقلنا | إنَّ لله في معانيك سرا |
قد تجلَّى بدر نظمك عصرٌ | جئتَ فرداً به فناهيك عصرا |
وهدت قالة القريض نجومٌ | طلعت في سماء طرسك زُهرا |
ذكرتنا «ذكرى حبيبٍ» فقلنا | إنَّ في هذه القوافي لذكرى |
وسقتنا "غيث الوليد" فقلنا | أنت بالانسجام يا غيث أحرى |
وتلت "مُعجزاً لأحمد" يدعو | مَن وعاه: آمنتُ سرّاً وجهرا |
فاجتنينا للأُنس زهرة روضٍ | واجتلينا كالشمس عذراء بكرا |
ينثني العقلُ حين تتلى كأنَّ الـ | ـلفظ كأسٌ والسمع يرتاح سكرا |
فأرى "الخضر" أنت لكن لديه | «عين ماء الحياة » تنبع خمرا |
هي آياتُ مرسلٍ بالقوافي | ربُها قد أحاط بالنظم خبرا |
قد قرأنا عزائم الشعر منها | وسجدنا لله حمداً وشكرا |