قد عهدنا الربوع وهي ربيع
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
قد عهدنا الربوع وهي ربيع | أين لا أين أُنسها المجموعُ |
درج الحيُّ أم تتّبع عنها | نجمع الغيث أم بدهياء ريعوا |
لاتقل : شملها النوى صدعنه | إنّما شمل صبري المصدوع |
كيف أعدت بلسعة الهم قلبي | يا ثراها وفيك يُرقى اللسيع |
سبق الدمع حين قلت سقتها | فتركت السما وقلت الدموع |
فكأني في صحنها وهو قعب | حين أنّت وقلبي الموجوع |
بتّ ليلَ التمام أَنشد فيها | هَل لِماضٍ من الزمان رجوع |
وادّعت حولي السجا ذات طُوقٍ | مات منها على النياح الهجوعُ |
وصفت لي بحمرتي مُقلتيها | حين أنّت وقلبي الموجوع |
ياطروب العشي خلفك عني | ماحنيني صبابة وولوع |
لم يَرُعني نوى الخليط ولكن | من جوى الطف راعني مايروع |
قد عذلت الجزوع وهو صبور | وعذرت الصبور وهو جزوع |
عجباً للعيون لم تغد بيضاً | لمصاب تحمر فيه الدموع |
وأساً شابت الليالي عليه | وهو للحشر في القلوب رضيع |
أيّ يوم رعباً به رجف الدهر | إلى أن منه اصطفقن الضلوع |
أيُّ يوم بشفرة البغي فيه | عاد أنفُ الإسلام وهو جديعُ |
يوم أرسى ثقل النبي على الحتف | وخفت بالراسيات صدوع |
يوم صكت بالطف هاشم وجه | الموت فالموت من لقاها مروع |
بسيوف في الحرب صلت فللشو | س سجود من حولها وركوع |
موقف لا البصير فيه بصير | لاندهاش ولا السميع سميع |
جلَّل الأُفق منه عارضُ نقعٍ | من سنا البيض فيه برق لموع |
فلشمس النهار فيه مغيب | ولشمس الحديد فيه طلوع |
أينما طارت النفس شعاعاً | فلطير الردى عليها وقوع |
قد تواست بالصبير رجال | في حشى الموت من لِقاها صُدوع |
سكنت منهم النفوس جسوماً | هي بأساً حفائظٌ ودروع |
سد فيهم ثغر المنية شهم | لثنايا الثغر المخوف طلوع |
وله الطرف حيث سار أنيس | وله السيف حيث بات ضجيع |
لم يقف موقفاً من الحزم إلا | وبه سِنُّ غبيرهِ المقروع |
طمعت أن تسومه القوم خسفاً | وأبى الله والحسام الصنيع |
كيف يلوي على الدنية جيداً | لِسوى الله ما لواه الخضوع |
ولديه جأش أرد من الدرع | لضمأى القنا وهن شروع |
وبه يرجع الحفاظ لصدر | ضاقت الأرض وهي فيه تضيع |
فأبى أن يعيش إلا عزيزاً | أو تجلّى الكفاحُ وهو صريعُ |
كل عضو في الروع منه جموع | |
رمحه من بنائه وكأن من | عزمه حد سيفه مطبوع |
زوج السيف بالنفوس ولكن | مهرها الموت والخضاب النجيع |
بأبي كالثاً على الطفِّ خِدراً | هو في شفرة الحسام منيع |
قطعوا بعده عُراه ويا حبـ | ـل وريد الاسلام أنت القطيع |
وسروا في كرائم الوحي أسرى | وعَداكَ ابنَ أمّها التقريع |
لو تراها والعيسُ جشّمها الحا | دي من السير فوق ما تستطيع |
ووراها العَفافُ يدعو ومنه | بِدمِ القلبِ دَمعُه مَشفوع |
قِراه فحوَّمٌ ووقوع | مل أحشائها جوى وصدوع |
فترفق بها فما هي إلا | ناضرٌ دامعٌ وقلبٌ مروعُ |
لاتسمها جذب البرى أو تدري | ربه الخدر ماالبرى والنسوع |
قوضي ياخيام عليا نزار | فلقد قوّض العمادُ الرفيع |
واملأي العين يا أمية نوماً | فحسين على الصعيد صريع |
ودعي صَكّة َ الجباهِ لويٌّ | ليس يُجديك صكُّها والدموع |
أفلطما بالراحتين فهلا | بسيوف لا تنقيها الدروع |
وبكاء بالدمع حزناً فهلا | بدم الطعن والرماحُ شروع |
قل ألا قراع ملمومة الحتـ | ف فواهاً يافهر أين القريع |