بكيت لمحمولٍ إلى القبر في نعشِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بكيت لمحمولٍ إلى القبر في نعشِ | سرى حاملوه في الثرى وهو في العرش |
نعاكَ لي الناعي فقلت حشاشتي | عليها انطوت أنياب أفعى من الرقش |
وقد كنت أرجو أن اهنِّيك بالشفا | فأصبحت أنشي في رثائك ما أنشي |
وما خلتُ أنّ الدهر فيك مخاتلي | يراصدني سراً بغائلة البطش |
إلى أن رأت عيني سريرَك والعُلى | على إثره تكلى وتعلن بالجهش |
فلم أرَ لي من حيلة غير أنني | نظرتُ إليه مذ نأى نظر المغشي |
كأنّ الذي بالأفق نعشُك سائراً | وطرفي السهى والحاملون بنو نعش |
مشت خلفك التقوى تشيّعُ روحها | ومن غير روح من رأى ميتاً يمشى |
بكتك وظفرُ الوجد يخدش قلبها | فمدمعها المحمرُّ من ذلك الخدش |
لئن كنتَ فيما تبصر العينُ ثاوياً | بدار البلى في ذلك الجدث الوحش |
فإنّك عند الله حيٌّ منعَّمٌ | لديه على تلك النمارق والفرش |
ولولا ابنُك الزاكي لأدمى تأسفاً | عليك التقى كفيه بالعضِّ والنهش |
ولكن رأى والحمد لله باقياً | له «حسنٌ» فاختاره ما اختار ذو العرش |
فتى ً حنيت منه على قلب خاشعٍ | جوانحُ ذي نسكٍ سلمن من الغش |
فما ينطق الفحشاءَ مذودُ فضله | ولا سمعُ تقواه يعى قولة الفحش |
تعاهد غيثُ العفو مرقد «محسنٍ» | يبلُّ ثرى ً واراه رشاً على رشِّ |