ما للكبير في الغواني من أرب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما للكبير في الغواني من أرب | مات الهوى فلا جوى ولا طرب |
يا ربة الخدر قري راضية | فإن أبيت فأتلفي من الغضب |
هيهات لا آسى على فقد الصبا | ولا يرى دمعي لشوق ينسكب |
كان الهوى خدني، فقد ودعته، | وقلما يعود شيء قد ذهب |
ورب يوم قصرته خلوتي | لفاتر الطرب خلوب مختلب |
يسلبني عقلي بحسن وجهه | وهو من الإعجاب بي كالمستلب |
كأنما هاروت في أجفانه | ينصف إن شاء، وإن شاء غصب |
مهفهف يرتج في أقطاره | كما زفت ريح بآجام قصب |
لم أدر ما اسكرني، أطرافه | أم التي يدعونها بنت العنب |
كإنما الدرة ماء وجهه | وجسمه أحسن من ماء الذهب |
تحسبها في كأسها ياقوتة | أو قبساً ألهب عمداً فالتهب |
هذا لذا، والفتح مفتاح الندى | وزهرة الدنيا، وينبوع الأدب |
يرضى فيرمي باللهى سماحة | ويغضب الموت إذا الفتح غضب |
انظر إلى آثاره عند اللهى | تنظر إلى آثار غيث في عشب |
لو قيل للمجد انتسب إلى امرئ، | لم تلفه إلا إليه ينتسب |
ليث وغيث وجواد ماجد | كفاه بالأموال تحبو وتهب |
طوبى لمن والى أبو محمد، | وقل لمن عادى تأهب للعطب |
طاعته فرض، فإن عصيته | كنت بعصيانك للنار حطب |
يا مادح الفتح، ويا آمله | لست امرأ خاب، ولا مثن كذب |
إذ كساني الفتح أثواب الغنى | فكسوتي إياه مدح منتخب |
قصائد يطرب من تهدى له، | ولذة النفس من العيش الطرب |
لم استعر حليتها يوماً، ولا | أغرت حين قلتها على كتب |
جاءت كدر في سماط لؤلؤ | في جيد خود أو كعقيان الذهب |
سحر حلال لم أؤلف عقده | إلا لتعلو رتبتي على الرتب |
وكيف لا يأمل راجيك الغنى | وأنت رأس المجد والناس ذنب |