نفست قربها علينا كنود
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
نَفّسَتْ قُرْبَها عَلَيناَ كَنُودُ، | وَالقَرِيبُ المَمنوعُ منكَ بعَيدُ |
وَأبيهَا، وإن تَفاحَشَ وَهْيٌ | في هَوَاها، وَاختَلّ منها جديدُ |
ما وفَي البُعدُ بالدّنُوّ وَلا كَا | نَ قَضَاءً، من الوِصَالِ، الصّدودُ |
شَأنُها أنْ تُجِدّ نُقصَانَ عَهْدي، | وَفَنَاءٌ نُقْصَانُ ما لا يَزِيدُ |
وَإذا خُبّرَتْ بِظاهِرِ شكوي، | هانَ عِندَ الصّحيحِ أنِّي عَمِيدُ |
أيعود الشّبابُ، أمْ مَا يتَوَلّى | مِنْهُ في الدّهْرِ، دَوْلَةً ما تَعودُ |
لا أرَى العَيشَ، وَالمَفارِقُ بِيضٌ، | إسوة العَيشُ وَالمَفارِقُ سُودُ |
وَأعُدُّ الشّقيّ جَدّاً، وَلَوْ أُعْـ | ـطيَ غُنْماً، حتى يُقالَ سَعيدُ |
مَنْ عدَتْهُ العُيونُ وَانصَرَفتْ عنـ | ـهُ التِفاتاً إلى سِوَاهُ الخُدُودُ |
وَمَعَ الغانِيَاتِ تَأوِيدُ ودٍ، | لّلذِي في قَنَاتِهِ تَأوِيدُ |
طَلَبَتْ أحمَدَ بنَ عبد العَزِيزِ الـ | ـعِيسُ مَرْحُولَةً عَلَيها الوُفودُ |
إنْ تَرَاقَتْ بها المَسافَةُ أدْنَا | ها وَجيفٌ إلَيهِ، أوْ تَوْخيدُ |
وَاسِطٌ مِنْ رَبيعَةَ بنِ نِزارٍ، | حيثُ تَعلو البُنَى، وَيَزْكو العَديدُ |
حازَ قُطَر البلادِ وَاستَغرَقَ الشّرْ | قَ، انتِظاماً، لِوَاؤهُ المَعقُودُ |
همة أغربت ببشت زرند | يحسر الخيل نهجها الممدود |
يَتصَلّى الهَجيرَ من قيظ كَرْمَا | نَ كَرِيمٌ تُثنَى علَيهِ البُنُودُ |
أقعَصَ الفِتنَةَ المُضِلّةَ، حتى | رَحِمَ القَائِمِينَ فيها القُعُودُ |
حاشِدٌ دونَ حَوْزَةِ المُلْكِ يحمي | سيفه، مِنْ وَرَائِها، ويَذُودُ |
آلَ آلُ الدّجّالِ كالأمسِ لم يَأ | لُ انتِضَاءً، لكُلّ نارٍ خُمُودُ |
غابَ عن تلِكُمُ الحَوَائجِ مَن عو | فيَ منها، والأخسَرُونَ شُهُودُ |
فَضَّ جُمّاعَهمْ، بَروُذانَ، يوْمٌ | بادَ فيه مَنْ خِلْتُهُ لا يَبيدُ |
لمْ يَقُمْ صُفرُهمْ عَشيّةَ زَارَتْـ | ـهُ بجالٌ يُضِيءُ فيها الحَديدُ |
نَسَفَتْ حاضرَ الرموم فَما قَا | مَ بتِلْكَ الخِيام، بعد عَمُودُ |
وَرَذايَا أخلاق مُوسَى بنِ مَهرَا | نَ على مَنظَرِ المَنايا هُمُودُ |
شَرّقُوا بالحَديدِ، إمّا سُيُوفٌ | أثخَنَتْ فيهِمْ، وَإمّا قُيُودُ |
يَرْقُبُ القائِمُ المُؤجَّلُ منِهُمْ، | ما ابْتَداهُ المُعَجَّلُ المَحصُودُ |
وَقَديماً سَمَا برأي أبي العَـ | ـبّاسِ عَزْمٌ ماضِ، وَرَأيٌ سَديدُ |
وَاقِفٌ عِندَ نهية مِنْ نَدَاهُ | يَبتَغي أنْ يزَادَ فيها مَزِيدُ |
شِيَمٌ كُلّهُنّ عبْءٌ يُعَنّي | حامِليهِ، مِنْ سأمَةٍ، وَيَؤودُ |
لَوْ يُكَلَّفْنَ بالخُلودِ لَقد كا | نَ قميناً ببِعْضِهنّ الخُلودُ |
شَدّ ما فُرّقَتْ طَرَائِقُ هذا الـ | ـنّاسِ منها المذْمومُ، والمحمودُ |
كلُّ ذَوْبٍ في فارِسٍ من عَطاءٍ، | فهْوَ في تَسْتُرٍ وَجَبْيٍ جُمودُ |
أصْبَحَتْ أرّجانُ من دُونِها البُخـ | ـلُ وَمن دون لابَتَيْهَا الجُودُ |
يا أبا يُوسُفٍ وَمثلُكَ، عن نَيْـ | ـلِ المَعَالي، مُؤخَّرٌ مَبْلودُ |
لَوْ رَأيْنَا اليَهُودَ أدّتْ نِفِيساً، | لَعَجِبْنا إنْ خَسْسَتْكَ اليَهودُ |
وَإذا ما احتَظَيْتَ غِلمانَكَ الأعْـ | ـفَارَ بَيّنْتَ فِيهِمِ مَا تُرِيدُ |
مَذْهَبٌ في البَلاءِ بَرّزْتَ فِيهِ | قَدْ يُسادُ الشّرِيفُ، ثمّ يسودُ |
نَقْمَةٌ أحْرَضَتْكَ نَعْتَدُّ منْها | نِعْمةً، لا يموتُ منها الحَسودُ |
قُلْ لنَا، والنجومُ منكَ بِبالٍ، | لِمْ أخَلّتْ بِطالِعَيْكَ السُّعودُ |
وَقَفَتْ للرّجوعِ في الثامن الزُّهْـ | ـرَةُ، فابْتَزّ سِتْرَهُ الموْلودُ |
وَمَتى ما أنْشَدْتَ شِعْرَكَ لمْ يُعْـ | ـدِمْكَ قَذْفاً، لِوَالدَيكَ، النشيدُ |
وَإذا قيلت القَوافي تَهَاوى | رَجَزٌ مِنْ بُيوتِها وَقَصِيدُ |
طَلَبَ الذكْرَ، فائِتاً، وَتَسَمّى | بالبَرِيدِيّ، حِينَ مَاتَ البَرِيدُ |
أوْقَدَ الله في ضَريحِ أبي الفتــ | ــح ضِرَاماً إذا تَقَضّى يَعُودُ |
لَمْ أكنْ أمدَحُ البَخيلَ ولا أقْـ | ـبَلُ نَيْلَ المَمدوحِ، وَهْوَ زَهيدُ |