لبستُ من الدهر ثوباً قشيبا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لبستُ من الدهر ثوباً قشيبا | ورحتُ بكفيه منه سليبا |
وأصبح كلى له مقتلاً | فحيث رمى كان سهماً مصيبا |
رماني بصمّاء توهى القوى | وقال إليك توقَّ الخطوبا |
فشأنك ما بعد أمَّ الخطوب | بقلبي تحدثُ وسماً غريبا |
وقائلة ٍ قد أصابَ الحمام | سواك، وذلك قلبي أصيبا |
فنهنه من الوجد ما قد يعيبُ | وكفكفْ من العين دمعاً سكوبا |
فقلتُ، وقلبي أنفاسه | من الوجد توري بصدري لهيبا |
ألائمي أن أصيب المزاد | بما فيه لابد من أن يصوبا |
أطيلي العويلَ معي والنحيبا | وإلا دعيني أقاسي الكروبا |
خذي اليوم عن جميل العزاء | فقد ملأ الوجدُ قلبي وجيبا |
أتأملُ نفسي إذن ليتها | أصيبت بسهم الردى أن تطيبا |
وبالأمس قد وسّدت خدَّه | ترابُ القبور فأمسى تريبا |
ويا صاحبيَّ قفا بي عليه | نعط القلوب أسى ً لا الجيوبا |
واعقر قلبي لدى قبره | بسيف الشجا لا جياداً ونيبا |
وأنضح من دم قلبي عليه | جفوني دماً ليس دمعاً مشوبا |
وأدعوه وهو وراء الصعيد | وإن كنت أعلم أن لن يجيبا |
أغصناً ولم أجن منه الثمارَ | جنته يدُ الموت غصناً رطيبا |
ونجماً له أشرقت مقلتاي | بغربهما يوم أبدي غروبا |
عجبت، وما زال هذا الزمانُ | يريني في كل يومٍ عجيبا |
تموتُ فتحرم شمَّ النسيم | وأحيا أشم الصبا والجنوبا |
وتنزل في موحش مجدبٍ | وأنزل ربعاً أنيساً خصيبا |
وتسكن أنت بضيق اللحود | وأسكن هذا الفضاءَ الرحيبا |
كفاني بهذا جوى ً ما بقيتُ | يجدد في القلب جرحاً رغيبا |